“كيف أكون مواطناً فاعلاً، بحسب ماعلمني عمي “أبو حسن” الفوّال
سناك سوري-رام أسعد
يومياً يجب أن أمر على “أبو حسن” صاحب بسطة الفول والذرة في حارتنا، لأشتري من عنده صحن فول ونتسامر قليلاً حول أوضاع البلاد والعباد.. اليوم وبينما كنت أتناول صحن الفول عنده، مرّت سيارة بجانبنا ورمى منها سائقها فنجان قهوة بلاستيكي وبعض الأوراق، الأمر الذي أثار غضب أبو حسن وحنقه، فاستغربت ذلك(منظر يومي منشوفو الف مرة وجزء اساسي من ديكور البلد).
فسألته عن سبب كل هذا الغضب ليجيب بحرقة:«آخ ياعمي الواحد مننا ايمت بدو يتعلم المواطنة ومبادئها ويطبقها ليصير مواطن فاعل؟؟؟، صدمني جواب “أبو حسن” الذي يحتوي مفردات لم أسمع بحياتي أنا طالب الجامعة والمثقف (عأساس)، وخصوصاً كونها من شخص ربما لم يصل للشهادة الابتدائية حتى..
اقرأ أيضاً: أبو صالح الورد يربح 100 مليون… وقلوب الصبايا
مواطن فاعل؟؟مواطنة ومبادئ ويطبقها؟؟عمي “أبو حسن” ترجملي دخيل عينك، مافهمت ولا كلمة عليك.. نظر إليّ “أبو حسن” بطرف عينيه نظرة سخرية من جهلي قائلاً: «يا ضيعان دروس القومية فيك شكلا كلا راحت ع الفاضي،المواطنة بشكل عام تقبر قلب عمك “أبو حسن” هي علاقتك كإنسان مع دولتك ومؤسساتها من جهة وعلاقتك مع مجتمعك ووسطك الي عايش فيه من جهة تانية…وهي العلاقة مو كيف ماكان بتمشي، لا أبداً بتمشي ع مبادئ وقيم».
لاسأل “أبو حسن” (وأنا مصعوق من كلامه): شو هي المبادئ أبو حسن بتعرفون شي!؟ لينظر إلي نفس نظرة السخرية الأولى ويقول: «طبعاً بعرفون، أول مبدأ هو الحريّة يعني أنت حر بحالك، مو بغيرك، شو مابدك ألبوس وفكّر وشوماكان دينك هاد شي بيخصك وعبر عن أفكارك ورأيك تشكل آسي شرط ما تستخدم السلاح والضرب والأذى مشان تعبّر، لأن هيك بيصير اسمو فرض رأي…المبدأ التاني ياعمو هو المشاركة تاج راسي، يعني تشارك بمجتمعك وتكون فاعل، مثلاً تشارك بالنقابات بالحياة السياسية تترشح وتنتخب، تشارك رأيك مع العالم.
اقرأ أيضاً: وأخيراً تمكن “خالد وعمر وحازم” من التسجيل في الجامعة
(هو معك حق صعبة شوي، فيك تكتفي إنك تشارك بوستات عالفيسبوك المهم تشارك) «تالت مبدأ هو المساواة يعني جميع المواطنين متساوين مع بعض بالحقوق والواجبات شو ماكانت خلفياتون الدينية أو العرقية أو القومية، ذكوراً كانوا أم إناثاً.. إنك تشعر بالمسؤولية تجاه نفسك والآخرين فهاد هو المبدأ الرابع وهي إنك تدرك واجباتك تدفع ضرائبك، تأدي عملك بنزاهة، تحترم غيرك، وتحافظ عن نظافة المكان الي عم تتقاسمو مع بقية الناس (مو متل ماصار من شوي)و أيضاً غير واجباتك.
انتهى أبو حسن من حديثه ليجدني واقفاً أمامه فاتحاً فمي من الدهشة محاولاً استيعاب كلامه لأقول له: «عمي أبو حسن أنت بلشت حديثك أنو شو كان يعطوني بالقومية، بس الله وكيلك ماجابوا سيرة هالحكي بكتب القومية.. ليسألني أبو حسن: «لكن شو كانوا يعطوك!؟ أجبته: اتأخرت أنا.. بكرا بحكيلك شو كانوا يعطوني، بس أبو حسن بحياة أولادك، جاوبني الصراحة حارتنا ضيقة ومنعرف بعض، من وين إلك كل هالمعلومات؟؟؟ ضحكَ أبو حسن عالياً وقال: «الصراحة والله من ورقة جريدة كنت بدي لف فيها عرنوس ذرة لزبون، شفت هالمقالة عجبتني جداً، قرأتا واحتفظت فيها، هلأ شو.. بدك صحن فول تاني!؟؟».
