الرئيسيةشباب ومجتمع

بوكا باراني.. طريقة أطفال الجزيرة السورية لطلب المطر من السماء

بوكا باراني.. الأطفال يقودون الكبار في طقس طلب المطر

يمتد عمر طقس “بوكا باراني”، إلى مئات السنين، حيث يتجمع الأطفال في غالبية مناطق الجزيرة السورية لتوّسل السماء في إرسال المطر. في طقس يتشابه مع الغرض من صلاة الاستسقاء إنما بلغة الأطفال، الذين يتم اختيارهم لأن قلوبهم صافية وخالية من المعاصي.

سناك سوري-عبد العظيم عبد الله

وفي ريف “الحسكة” حيث ينتظر الأهالي نزول المطر بلهفة كبيرة لتنعش محاصيلهم الزراعية، خرج عدد من الأطفال حاملين لعبهم ليمارسوا طقوساً خاصة في “بوكا باراني” وهي عبارة كردية تعني “عروسة المطر”.

وقالت “روشين خضر” من قرية “كركفتار” بريف “الحسكة”، لـ”سناك سوري”، جرت العادة ان يبدأ هطول المطر منذ تشرين الثاني، لكن الأمطار لم تهطل كفاية رغم اقتراب شهر شباط. والخوف بدأ يتسلل إلى أهالي القرية الذين يخشون تضرر محاصيلهم الزراعية وثروتهم الحيوانية.

الأمر السابق دفع الأهالي لإرسال أطفالهم إلى الوديان والسهول في طقس “بوكا باراني”، وبحسب “خضر” فقد صعد الأطفال إلى أعالي الجبال. ليدعوا الله أن يرسل المطر. وصنعوا لعبة صغيرة تشبه العروس وبدأوا يرددون الأغنية التي تقول: «(بوكا مه جي دفي…ماذا تريد عروستنا) (بوكا مه باران دفي..عروستنا تريد مطر)، (باراني بيبار..اهطلي يا مطر)، (جوجكا كنمي مه خوار..العصفورة اكلت الحنطة) ومن خلفهم يردد الكبار الأغنية، أو يكتفون بقول “آمين”».

وكانت مدينة “مصياف” في “حماة” تشهد طقساً مشابهاً، ساد فيها منذ أربعينيات القرن الماضي. حيث يخرج الأطفال مع عروس قماشية ليرددوا أغنية مشابهة استحضاراً للمطر.

وكان آخر موعد لهطول الأمطار في الحسكة 7 كانون الثاني الجاري، بحسب نشرة الأمطار الصادرة عن مديرية الزراعة، التي ذكرت أن قرية هيمو شهدت أكبر نسبة هطول وصلت لـ55.5 مم، وأقل منطقة في “مركدة” 16.8 مم.

اقرأ أيضاً: عروستنا عطشانة ياربي تردا غرقانة.. من طقوس استحضار المطر في مصياف

زر الذهاب إلى الأعلى