أخر الأخبارالرئيسيةفن

كُرد الجزيرة السورية حفظوا طقوس حضارتهم بلحن الأغاني

الأغنية الكردية سافرت بألحانها الرشيقة من سوريا إلى دول الجوار

كمكوّن أساسي في تاريخ البلاد الثقافي، عبّر كرد الجزيرة السورية من خلال أغانيهم عن آمالهم وطقوسهم. التي أغناها العامل البيئي والجغرافي.

سناك سوري _ ناديا المير محمود

وجاءت الأعنية الكردية كواحدة من أدوات التعبير عن حضارة تمتد لآلاف السنين. تناولت بمضامينها شتى المواضيع، ولخّصت عاداتهم وتقاليدهم، ضمن أثر وتأثر واضحين بباقي مكونات الجزيرة السورية.

فلم تُقفل ميادين العرب عن الكرد أو السريان أو الآشور والأرمن، وانخرطوا جميعهم في لقاءات عدة. شملت الأفراح والأحزان حتى المواسم الزراعية، وهذا ما جعل الأغنية الكردية متأثرة بباقي الثقافات. شأنها شأن الأغنية الأرمنية والسريانية.

الأغنية الكردية الجزراوية.. ألحان رشيقة وإيقاع راقص

وتحدث الملحن “كمال حميد” لسناك سوري عن خصوصية الأغنية الكردية بالجزيرة السورية. حيث تتمتع بألحانها الفريدة، ذات الإيقاع الرشيق مثل البلدي واللف والمقسوم.

إضافة للمقامات المحببة من الناس، كالبيات والحجاز والكرد، وحتى مواضيع أغانيها تدور حول الحب والعشق، الفراق وأغاني الأعراس. أي متشابهة بين كل المكونات.

وبيّن “حميد” أن الأغنية الكردية الجزراوية، يمكن تمييزها بوضوح عن مثيلاتها في ريف حلب، أو دمشق. فقد لعبت اللهجة المحكية دوراً كبيراً بهذا التميّز، إلا أنها وعلى العموم من الأغاني المحبوبة لدى الجميع.

وكما يتم الحفاظ على العادات والتقاليد والأعراف، سعى الكُرد إلى صون  أغانيهم، من خلال تداولها حسب مناسبتها. إضافة للجهود الفردية من خلال الباحثين والمهتمين والمطربين الكبار الحريصين على نقل تراثهم.

الفنان محمد شيخو _ انترنت

الأغنية الكردية في الجزيرة السورية.. تصل دول الجوار

لم يتوقف أثر انتشار الأغنية الكردية على الداخل بين مكونات الجزيرة السورية، فوصل مداها إلى دول الجوار مثل “تركيا والعراق”. فقد غنّى الفنان التركي “ابراهيم تاتلس”، بعض الأغاني الكردية السورية كـ”أمينه“.

«هناك الكثير من الألحان الكردية غناها مطربون شعبيون سوريون عرب بالجزيرة وحلب ودمشق»، يُتابع “حميد” شرح أثر الأغنية الكردية على الحالة الغنائية بالبلاد.

وذكر مثالاً أغنية “يابو الشامية” التي تُغنى نصفها بالعربية ونصفها الثاني بالكردية، ومن كلماتها “يابو الشامية اتدلل عليّ، للي لي للي اسكاوكم لي لي شعفه رشم واي واي”. ومثلها “أمينه” التي غناها “وليد آغا” من شمال حلب.

بدوره حرص الفنان الأرمني الأصل “آرام ديكران” على إيصال التراث الكردي بكل أمانة. من خلال عدة أغاني تعاون بها مع كبار الشعراء الكرد مثل “جكرخوين، سيداي كلش”. ومن أغانيه “شف جوو، بلبلو ، شفانو” وغيرها.

الفنان سعيد كاباري _ انترنت

كثيرة هي الأسماء التي برزت بأصواتها وألحانها في عالم الأغنية الكردية بالجزيرة السورية. مثل “محمد شيخو”، “محمود عزيز شاكر”، “سعيد يوسف”، “محمد علي شاكر”. “سعيد كاباري”، “شيدا” وغيرهم.، وأولهم الراحل “يوسف جلبي”.

وتنوع مضمون الأغنية الكردية حسب المناسبة، كتلك المخصصة للتغني بالأراضي الزراعية. وبعضها تتعلق بالمناسبات الاجتماعية كـ “الكريف”. إضافة لأغاني عن العروس مثل “حماة العروس” و”مريمي يا مريمي”.

كما عُزفت الأغاني الكردية على العديد من الآلات الموسيقية التي أعطتها صبغة خاصة بها، منها “البلور _ الناي”. ودخل لاحقاً “الطنبور” و”البزق” و”الجمبش” و”الزورنا”. ومنذ قرابة الـ50 عام استخدموا بعزفها “الأكرديون” و”الأورغ”.

تشكّل الأغنية الكردية في الجزيرة السورية تعبيراً عن ضمير جمعي للحضارة الكردية التي نمت في شمال شرق البلاد وحافظت على طقوسها وعاداتها ولغتها رغم كل الظروف ليتوارثها أبناؤها على مدى السنين وينتجوا منها فناً يغني التراث السوري.

الفنان سعيد يوسف _ انترنت

زر الذهاب إلى الأعلى