أخر الأخبارالرئيسيةفن

الأغنية الأرمنية بالجزيرة السورية.. وسيلة تخفيف آلام الإبادة

الأغنية الأرمنية بالجزيرة السورية.. بالفن حصل الاندماج

ظهرت الموسيقا والأغنية الأرمنية بشكل فعلي بالجزيرة السورية بين عامي 1930 و1940. بعد قدوم الأرمن إليها، حيث سعوا من خلالها التخفيف عن أنفسهم جراء ماعاشوه من ألم ومعاناة بعد الإبادة التي تعرضوا لها.

سناك سوري _ ناديا المير محمود

فقد جاء الأرمن من تركيا، وتوزعوا بعدة دول بينها “سوريا” واستقروا في العديد من مناطقها كـ”القامشلي” و”عامودا” و”الدرباسية”. حاملين معهم فلكورهم الخاص من موسيقى وأغاني وعادات وتقاليد.

وتحدث الفنان “ابراهيم كيفو” لسناك سوري، عن بداية تأسيس الهوية الخاصة بالأغنية الأرمنية بالجزيرة السورية. عندما تم تشكيل فرق موسيقية وموسيقيين وعازفين وملحنين وشعراء محليين، معتمدين على الفلكور الذي جلبوه معهم. تخللها عمليات تجميل لها وتحسين بما يتلاءم مع ظروفهم الحياتية الجديدة.

الفنان ابراهيم كيفو _ فيسبوك

ومن أوائل الفرق الموسيقية بـ”القامشلي”، كانت فرقة “الكرونك” التي غنى فيها الشقيقان “مامبري وهامو”. تراثهم ضمن الأعراس والحفلات وأثروا بشكل كبير بتراث المنطقة الغنائي.

وذاع صيت العديد من المطربين القدامى كـ”آرام ديكران” الذي غنى بالأرمنية والكردية والسريانية والعربية. وأغاني الفنان “كيفورك طمبورفان” المساهم بنشر الأغنية الأرمنية الخاصة بالجزيرة السورية، إضافة لتشكيل فرق من الكنائس الموجودة بالقامشلي والحسكة.

بدوره سعى “كيفو” إلى نشر الأغنية الأرمنية على مستوى عالمي، من خلال أغانيه الجديدة التي تعاون بها مع شعراء وملحنين محليين. وأداها مع أوركسترات محلية مثل أوركسترا “أندي آر” الألمانية، وأغنى تجربته ببعض الأغاني الفلكورية الأرمنية.

دور الموسيقا في الفن الأرمني بالجزيرة السورية

منذ 3 آلاف سنة بدأت معالم الموسيقا الأرمنية بالظهور، كما تكشف بعض النقوش في المواضع الأثرية. التي عثر فيها على العديد من الآلات الموسيقية، كالناي ذي الخمسة ثقوب المصنوع من الذهب. والصنوج المصنوعة من البرونز. كما قال “كيفو”.

وتمت الاستعانة بالعديد من الآلات الموسيقية بعزف الأغنية الأرمنية منها “العود”، “القانون”، “التار”، “السنطور”، وبعض الآلات النفخية كـ”الدودك”، الزورنة”، “التوتاك”، “الباكابيزوك”. ومن الآلات الإيقاعية ذكر “كيفو”، “الطبل الصغير” أو “ديهول”، والدف بأنواعه كالمزهر والنقارة.

الفنان آرام ديكران _ انترنت

تأثر الموسيقا والأغاني الأرمنية بالتنوع الثقافي بالجزيرة السورية

تمتاز الجزيرة السورية بالتنوع الثقافي ففيها العرب والكرد والسريان والآشور والأرمن، ومن وجهة نظر “كيفو” فإن اللغة الموسيقية واحدة. إلا أن كل شعب منحها شيئاً من طبيعة حياته وأفكاره وعاداته وتقاليده.

وبشكل طبيعي ونتيجة الاندماج الحاصل بين أهالي الجزيرة السورية، تأثرت الأغاني الأرمنية بالآخرين. وذكر “كيفو” أن هناك عشرات الأغاني الكردية التي تتشابه في الألحان مع الأغاني الأرمنية، مثل أغنية “ناريه” المشهورة عند الأرمن والأكراد.

أنواع الأغاني الأرمنية بالجزيرة السورية

تتعدد الأغاني والموسيقا الأرمنية، منها الدينية كـ”المزامير” وهي نصوص الترانيم الطقسية. إضافة للقصائد الدينية المستوحاة من الأولى ومن الشؤون الروحية، وتتسم بنبرتها الحزينة التي عكست معاناة الشعب الأرمني.

الأرمن
الأرمن في سوريا بعد العام 1915

وتابع “كيفو” متحدثاً لسناك سوري عن أنواع الأغنية الأرمنية، والتي ضمت أيضاً الأغاني التقليدية الكلاسيكية من فلكلور وتراث. المُقدمة من خلال فرق الرقص والفرق الموسيقية الشعبية والمغنيين والعازفين الأرمن المتواجدين ومشاركاتهم بالاحتفالات والمهرجانات.

وبذلك تمكّن الأرمن من خلال أغانيهم وألحانهم، عكس قصصهم وتاريخهم، وقدرتهم على الاندماج مع الشعوب كافةً. مقدمين فنهم الخاص الذي أغنوا به تراث وفلكلور الجزيرة السورية، ووصل صداه إلى كافة أرجاء العالم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى