الرئيسيةسوريا الجميلة

صفاء سكرية.. سورية تنهي احتكار الرجال لمهنة السباكة في الأردن

صدفة غريبة أدخلتها عالم السباكة فخرجت منها بشركة خاصة وأكاديمية تدريب

دخلت السورية “صفاء سكرية” ميدان عمل السباكة من خلال صدفة غريبة، لتصبح اليوم مدربة في مهنة السباكة تعلمها لنساء أخريات حيث تقيم في “الأردن”.

سناك سوري-متابعات

“سكرية” البالغة من العمر 47 عاماً وخريجة الفنون الجميلة من جامعة “دمشق”، وصلت “إربد” الأردنية عام 2012 برفقة عائلتها قادمة من الغوطة الشرقية، وفي عام 2015 سمعت عن عقد دورة في السباكة من إحدى المنظمات الألمانية، تقول وتضيف أنها اعتقدت بأنها سباكة المجوهرات، لذلك قدمت عليها، وتفاجأت لاحقا بأنها تختص بتعليم السيدات أساسيات الحفاظ على المياه وتعلم السباكة.

وتابعت في تصريحات لوكالة الأناضول التركية: «بدأت بتطوير مهاراتي التي تعلمتها وقررت الانطلاق إلى سوق العمل، وأخذت العديد من الورش والمشاريع البدائية داخل المنازل مثل صنبور المياه ونياجارا والمحابس وتنظيف الخزانات وغيرها».

السيدة السورية اكتسبت خبرة ممتازة في السباكة، لتبدأ رحلة العمل خارج منزلها، وأكدت أنها لم تتعرض لأي تنمر أو تهكم جراء ممارسة مهنة بقيت لسنوات حكراً على الرجال، وأضافت: «الرجال أعجبهم ذلك، وبأن تكون هناك سيدة تعمل بهذه الصنعة؛ لأن بعضهم لا يرغبون بدخول السباكين إلى منازلهم، إلا أثناء فترة وجودهم».

اقرأ أيضاً: لينا فتّاح.. تُنافس الرجال بالنجارة

كانت “سكرية” تطلب إلى النساء اللواتي تصلحن صنابير المياه في منازلهنّ، النظر إليها والتعلم حتى يتكمنّ من إصلاح تلك الأعطال مستقبلاً دون الحاجة لإحضار عامل صيانة، حتى أن بعضهن اقترحن أن تقيم دورات تدريبية لهنّ.

سرعان ما استجابت “سكرية” للفكرة، وقالت: «أطلقت على الدورة اسم إسعافات أولية بالصيانة الصحية، وعقدتها في محافظات إربد (شمال) والمفرق (شمال شرق) والعاصمة عمان، بالتعاون مع منظمات دولية ومراكز محلية».

وأضافت: «شعرت بأن الناس لديها الرغبة بالاستفادة، فأنشأت عام 2018 شركة خاصة تحت اسم صفاء للصيانة المنزلية والتدريب بترخيص من وزارة الصناعة، ثم حولتها إلى أكاديمية بنفس الاسم عام 2019، بترخيص من وزارة العمل، بحيث تعطي للفئة المستهدفة وهي سيدات المجتمع المحلي، الحصول على شهادة لمزاولة المهنة، واستقطبنا بعدها عددا من الجنس الآخر».

تبدو السيدة السورية فخورة جدا وهي تعلن إنهاء احتكار الرجال لهذه المهنة، خصوصا بعد أن تمكنت من تدريب نحو 700 سيدة على أعمال السباكة بين عامي 2015 وحتى 2022 الجاري، وتضيف: «المهنة تحتاج أحيانا إلى قوة جسدية وجهد، ولكننا عملنا على استبدال الأدوات الاعتيادية المستخدمة بأخرى أقل وزنا وأكثر تطورا، وبما يلبي نفس الغرض».

اقرأ أيضاً: في “حلب” نساء يحطمن الحواجز ويعملن في مهن كانت حكراً على “الذكور”

زر الذهاب إلى الأعلى