طبيب ومختار ومتطوع.. يفضلون الموت بالكورونا على تقديم شكوى باسمهم!
منطقة تشهد نقصاً حاداً بالكوادر الصحية ووفيات الكورونا فيها بازدياد ولا أحد يريد تقديم شكوى باسمه.. هل هناك مبرر للخوف؟
سناك سوري-خاص
بدأ الأمر برسالة استغاثة وصلت إلى بريد صفحة “سناك سوري” عبر الفيس بوك، يطلب فيها الشخص تسليط الضوء على مأساة تحدث في إحدى المناطق السورية، حيث أودى الكورونا بحياة غالبية الكادر الصحي من أطباء وممرضين، ما أدى لنقص كبير في كوادر المستشفيات في المنطقة التي لن نذكر اسمها احتراماً للخصوصية.
بعد التواصل مع الشخص الذي أرسل الشكوى وهو أحد أهالي المنطقة، قال إنه سيزودنا بأسماء المختار وطبيب بأحد المستشفيات ومتطوع يساعد في تأمين احتياجات مرضى الكورونا لشرح الأمر وإعداد مادة صحفية تخلق رأياً عاماً من شأنه أن يضغط على المعنيين لإرسال أطباء فوراً للمنطقة.
بعد نصف ساعة تحدث الشخص معنا هاتفياً، وقال لنا إن الطبيب رفض حتى أن يفصح عن اسمه أمامنا، وطلب إلينا إرسال الأسئلة مع وسيط ومن ثم إرسال الأجوبة إلينا مع الوسيط ذاته وهو الشخص صاحب الشكوى، بينما المختار رفض بشكل قاطع الإدلاء بأي تصريح، أما المتطوع فوافق على التواصل معنا بشرط عدم ذكر اسمه!.
اقرأ أيضاً: حملة “أشتكي”.. أنا “أشتكي” على الحكومة “قشة لفة”!
المنطقة وفق الشكوى تعاني خطراً كبيراً، ويموت كل يوم قرابة الـ4 أشخاص بالكورونا بسبب عدم كفاية الكادر الصحي وقدرته على تأمين الخدمات المناسبة للمرضى، فهل يوجد وضع أكثر خطورة من هذا الوضع، ليمتنع طبيب ومختار ومتطوع من إثارة المشكلة وطرحها للرأي العام وإلزام المعنيين بتقديم المساعدة؟، هل هناك ما يخيف أكثر من هذا الواقع؟!.
يذكر أن الغالبية من المواطنين تعاني مشكلة كبيرة في طرح مشاكلها باسمها الحقيقي، وربما يكون الأمر عائداً لكثرة التوقيفات وقضايا الذم والقدح، بالإضافة إلى مشكلة تأمين الوثائق ما يجعل الشخص يضحي بحقه حفاظاً على أمنه، لكن الأمر يزداد خطورة حين يكون الحق عاماً.
الجدير ذكره أن عدد كبير من المسؤولين يشجعون المواطن على الشكوى، وتعزيز ثقافة الشكوى في المجتمع.
اقرأ أيضاً: شكوى وحل.. جديد وزارة التجارة الداخلية