رحيل الداعية الإسلامية منيرة القبيسي مؤسسة تنظيم القبيسيات
الأوقاف تنعى القبيسي بعد أن نفت وجود تنظيمها
نعت وزارة الأوقاف السورية الداعية الإسلامية “منيرة القبيسي” التي فارقت الحياة مساء أمس وأعلنت وفاتها اليوم.
سناك سوري _ دمشق
وتعد “القبيسي” الداعية الأشهر في “سوريا” إذ ينسب إليها تأسيس جماعة “القبيسيات” وهن نساء يعملن بالدعوة وتعليم القرآن، فيما يحوم غموض لم تتبيّن ملامحه منذ نشأة الجماعة إلى اليوم حول العقيدة والأفكار التي يتبعنها.
تتفق المصادر أن “القبيسي” كانت من مدرسة الشيخ “أحمد كفتارو”، وأنها اتبعت نصيحته باتباع الطريقة الصوفية النقشبندية، كما حظيت برضا ودعم الشيخ الراحل “محمد سعيد رمضان البوطي” الذي رأى فيها مثالاً في التدين.
وقد ظهر امتداح “البوطي” للقبيسيات في حديثه لصحيفة “الحياة” عام 2006 حين قال أن لديهن مقاربات علمية وفكرية ومعظمهن من خريجات الجامعات وعلوم الطب والهندسة وهن منفتحات وأبعد ما يكنَّ عن التطرف.
اقرأ أيضاً:نائب سابق: يمكن استيراد المطاوعين لمساندة القبيسيات في سوريا
بدأت “منيرة القبيسي” المولودة في “دمشق” عام 1933، نشاطها الدعوي في الستينيات، فبعد تخرجها من كلية العلوم بدأت التدريس في مدارس حي “المهاجرين” بـ”دمشق” ثم باتت من رواد جامع “أبي النور” التابع لمفتي “سوريا” “أحمد كفتارو” وهناك انطلقت مسيرتها الدعوية رغم تأسيسها لاحقاً لتيارها النسائي المستقل عن “كفتارو”.
نجحت “القبيسي” في الحفاظ على نشاط جماعتها في كافة الظروف، حيث امتنعت عن الاصطدام بالجماعات والتيارات الدينية الأخرى، فضلاً عن رسمها ملامح علاقة مع السلطة حمت بها أتباعها من الآنسات القبيسيات من أي خطر، لا سيما في مسألة تقديم الدروس الدينية في المنازل.
هذا النجاح دفع كثيرين للتساؤل عن دور القبيسيات ونفوذهن داخل السلطة، وبالتحديد في وزارة الأوقاف، التي يقول البعض أنهن انتشرن فيها ونشرن مذهبهن الفكري عبرها، في حين نفت الوزارة عام 2018 وجود “تنظيم القبيسيات” وقالت أنهن مجرد معلمات قرآن.
ووفقاً للدراسات حوله فإن تنظيم “القبيسيات” يتمتع بتسلسل هرمي تعتليه “منيرة القبيسي” ويتدرج من الحجّات إلى الآنسات وصولاً إلى التلميذات، ويعرف عن التنظيم أنه يطلب من كل منتسبة أن تقدّم الطاعة العمياء لمدرّستها إضافة للولاء المطلق للشيخة الكبرى، أي “القبيسي” والتي توسع نفوذ تنظيمها خارج الحدود السورية فوصل إلى “الأردن” و”الكويت” و”لبنان” و”فلسطين” وحتى بعض الدول الغربية وإن حمل تسميات مختلفة.
سيبقى تنظيم القبيسيات غامضاً بعد رحيل “القبيسي”، وما المعلومات المتوفرة حوله سوى تسريبات وتخمينات حول عقيدته لا سيما أنه اتّسم بالسرية والمطلقة ولفَّ نفسه بعباءة غموض طالما أثارت حوله الكثير من علامات الاستفهام.