بعد يوم مليء بالعمل والدراسة وقفت أنتظر سرفيس “مهاجرين صناعة” وطبعاً من المعروف أن انتظار هذا السرفيس تحديداً يحتاج امتلاك مهارة الركض للحاق به لأنكِ من المستحيل أن تتوقعي مكان وقوفه وكل شوفير سرفيس يقف على مزاجه.
سناك سوري – هدى الشامي
ولكن هذه المرة لا أستطيع الركض بسبب ارتدائي الكعب العالي “إي والله بروح زحلقة ” وطبعا لكي تنجح في تسلق السرفيس من الضروري ارتداء حذاء أسود متين وقوي مقاوم للدعوسة لذلك لم يكن باليد حيلة إلا أن أصبر وأنتظر.
بعود طول عناء حصلت على حيِّزٍ صغير بمقعد جانبي لأسمع صوت أشبه بصفير طنجرة الضغط” وهيي عم تنفس” صوت سائق السرفيس و هو يتأفف ويقول ” اي وبعدين مع رسالة هالمازوت ما بدا تجي”، فجأة تندفع سيدة بعمر الخمسينات وتقول “له يا حجي أنا تهاني لجلب الأماني سأكتب لك دعاء يجلب لك رسالة المازوت بثواني”، ينظر السائق إليها من مرآة السرفيس نظرة يأس ويقول “إي علواه يمشي الحال”، تهم “تهاني” بكتابة الدعاء على ورقة وقلم وترسله عبر الراكب المقابل إلى السائق وبالفعل لم يمض سوى دقيقتين إلا وصلت رسالة المازوت وكاد الشوفير يطير بالسرفيس فرحاً.موقع سناك سوري.
اقرأ أيضاً: هكذا “حكى بدري” في حياة السوريين
في هذه اللحظة بدت ملامح الدهشة على وجوه الركاب و بدأ كل راكب يستذكر ما عنده من أماني عسى أن تتحقق بفضل أدعية تهاني لدرجة أنه لم يعد أحد لديه الرغبة بالنزول فإحدى الركاب طلبت عدة أدعية أهمها أن تصل رسالة الغاز لزوجها أبو حمدي حتى تُحضر له طبخة المحاشي التي تمناها منذ حوالي ثلاثة أشهر، أما جارتها في المقعد طلبت أن تأتي الكهرباء دفعة واحدة لتكوي الغسيل ” مو تشعل وتطفي متل أبو لطفي”.
الراكب أبو عين زايغة لم يطلب لا غاز ولا كهرباء بل طلب منها الدعاء له أن يكرمه الله بالمال كي يتزوج بامرأة ثانية ” يمكن لو سمعتك المدام لن تدعو لك تهاني إلا بالرحمة”، لينتبه شاب في العشرينيات إلى ما يحصل في السرفيس إذ يقول لصديقه الذي يحادثه على الهاتف” والله يا معلم إجا الفرج بحاكيك بعدين سكر سكر” وقفز واقفاً أمام تهاني مترجيا أن تكتب دعاء له ولأصدقائه للسفر خارج سوريا وأثار سؤاله استغرابي ” أيمتا اقرأ الدعوات قبل الأكل ولا بعد الأكل” لتقول له يكفي مرة عند الصباح ومرة عند المساء.موقع سناك سوري.
اقرأ أيضاً: عشر ميزات غير دراسية للحياة الجامعية في بلاد التعليم المجاني
استمرت “تهاني” بكتابة الأماني لكل راكب حتى أنني اقترحت عليها إنشاء مجموعة على الفيسبوك” دعوتك مع تهاني تجاب بثواني” وبالفعل أعجبت بالفكرة كثيراً وطلبت منها دعاء ترفيع المواد وتحقيق الأماني، لذا لا تتذمروا من انتظار المكاري ولو تواجدت سيدة متل تهاني بسرفيس أو بدائرة حكومية ستتحقق أغنية جورج وسوف ” لسا الدنيا بخير يا حبيبي، لسا الدنيا بخير”.
يذكر أن الحكومة في هونولولو سمعت بقصة تهاني وقررت تعيينها داعية فوق العادة لديها وذلك من أجل تحقيق وعودها المتراكمة.
اقرأ أيضاً: قطط سوريا تخشى فرض عقوبات عليها أسوة بالقطط الروسية