أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

الأسد يكشف العقبة الأكبر أمام سوريا .. والأمم المتحدة تصل لتفاهم مع دمشق _ بانوراما الأسبوع

الرئيس السوري يصف العلاقات العربية بالشكلية .. وواشنطن تعيد تفعيل عقوباتها

تصدر حديث الرئيس السوري “بشار الأسد” مشهد الأسبوع على المستوى السياسي فيما كانت “الأمم المتحدة” تعلن عن تفاهم لافت مع الحكومة السورية حول ملف إدخال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود.

سناك سوري _ دمشق

وحمل حديث الرئيس “الأسد” مع قناة “سكاي نيوز عربية” عدة نقاط مهمة لا سيما في العلاقة مع “تركيا” ومع الدول العربية. والنظرة إلى ملفات أساسية مثل عودة اللاجئين ومكافحة المخدرات والعلاقة مع المعارضة والوضع الداخلي.

العلاقات مع تركيا والعرب

وردّ الرئيس “الأسد” عن رأيه بطلب “تركيا” إجراء لقاءٍ بينه وبين الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” دون شروط مسبقة. قائلاً أن معنى ذلك أن يكون اللقاء دون جدول أعمال أو تحضير ما يعني أنه دون نتائج. مبيناً أن الهدف السوري هو انسحاب القوات التركية من “سوريا”. بينما يهدف “أردوغان” إلى شرعنة وجود قواته فيها وبالتالي لا يمكن أن يتم اللقاء تحت شروطه.

قانون قيصر هو عقبة لا شك، ولكن تمكنا بعدة طرق من تجاوز هذا القانون، هو ليس العقبة الأكبر، العقبة الأكبر هي تدمير البنية التحتية من قبل الإرهابيين. الرئيس السوري بشار الأسد

من جانب آخر. وصف الرئيس السوري العلاقات العربية – العربية بأنها شكلية منذ عقود بسبب عدم طرح حلول أو أفكار عملية والاكتفاء بالخطابات والبيانات واللقاءات الشكلية. مبيناً أن مشكلة العرب هي أنهم لم يبنوا العلاقات على مؤسسات ما أضعف العلاقات الثنائية وحتى الجماعية فيما بينهم.

ملفات اللاجئين ومكافحة المخدرات

أما عن ملف اللاجئين وعودتهم إلى سوريا فقال الرئيس “الأسد” أن أقل من نصف مليون شخص بقليل عادوا إلى “سوريا” خلال السنوات الماضية ولم يسجن منهم أحد.

ولكن العودة توقفت بسبب واقع الأحوال المعيشية وغياب متطلبات الحياة الأساسية. مشيراً إلى إصدار قانون عفو عن كل من تورط بالأحداث خلال السنوات الماضية. عدا الجرائم المثبتة التي فيها حقوق خاصة أو حقوق الدم كما تسمى. لافتاً إلى أن التحدي الأبرز للعودة لوجستياً هي البنية التحتية المدمرة. في وقتٍ تجري فيه الحكومة السورية حوارات مع عدد من الجهات في “الأمم المتحدة” المعنية بالجانب الإنساني. وبدأت مناقشتها عملياً في مشاريع العودة وكيفية التمويل وماهية المتطلبات بالتفاصيل وفق حديثه.

وبينما صار ملف تهريب المخدرات أساسياً لدى الحديث عن الملف السوري. فقد قال الرئيس “الأسد” أن الدولة السورية كانت أول المتحمسين والمتعاونين لمكافحة هذه الظاهرة. مبيناً أن تجارة المخدرات كعبور واستيطان موجودة ولم تتوقف. لكن الحرب وضعف الدولة أديا لازدهار هذه التجارة. محمّلاً مسؤولية ذلك إلى الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في “سوريا” وليس الدولة السورية. مؤكداً أن لـ”دمشق” مصلحة مشتركة مع العرب في القضاء على هذه الظاهرة.

الأسد يكشف العقبة الأكبر أمام سوريا

واعتبر الرئيس السوري أن المعارضة التي تعترف بها الدولة هي المعارضة المصنّعة داخلياً وليس خارجياً. ما يعني أن تمتلك برنامجاً وطنياً ووعياً وطنياً. مضيفاً أن المسألة تتعلق بانطلاقة كل معارضة وما إذا كانت من الشعب أو من المخابرات الأجنبية.

على الصعيد الداخلي. قال الرئيس “الأسد” أن قانون “قيصر” يشكّل عقبة بدون شك. ولكن تم التمكن من تجاوزه بعد طرق. فيما تكمن العقبة الأكبر في البنى التحتية التي دمرها “الإرهابيون” وفي صورة الحرب في “سوريا” التي تمنع أي مستثمر من القدوم للتعامل مع السوق السورية.

كلمة من دون شروط مسبقة للقاء يعني من دون جدول أعمال، من دون جدول أعمال يعني من دون تحضير، من دون تحضير يعني من دون نتائج، فلماذا نلتقي أنا وأردوغان؟ لكي نشرب المرطبات مثلاً. نحن نريد أن نصل لهدف واضح، هدفنا هو الانسحاب من الأراضي السورية الرئيس السوري بشار الأسد

العقبة الأكبر كذلك بحسب الرئيس “الأسد” هي الزمن لأن من الممكن ضرب علاقات اقتصادية وتهديمها خلال أسابيع أو أشهر. لكن استعادتها تحتاج لسنوات ما يعني أن من غير المنطقي. توقّع أن العودة للجامعة أو العلاقات التي بدأت تظهر بشكل أقرب للطبيعي أنها ستؤدي إلى نتائج اقتصادية خلال أشهر. لأن الأمر يحتاج لكثير من الجهد والتعب للوصول إلى هذه النتيجة.

الأمم المتحدة تخرج بتفاهم مع دمشق

وبموازاة حديث الرئيس “الأسد” كان للحكومة السورية موقف لافت في ملف إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري عبر الحدود.

حيث أعلن نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “فرحان حق” أنه تم التوصل لتفاهم مع الحكومة السورية يسمح لـ”الأمم المتحدة” وشركائها بمواصلة تقديم المساعدة الإنسانية عبر الحدود من معبر “باب الهوى” لمدة 6 أشهر، بالحجم اللازم وبطريقة مبدئية تسمح بالانخراط مع جميع الأطراف لأغراض السعي إلى وصول المساعدات الإنسانية بطريقة تحمي الاستقلال التشغيلي للأمم المتحدة.

وأشار “حق” إلى أن الموافقة السورية توفر أساساً للأمم المتحدة لإجراء عمليات إنسانية عبر الحدود من معبر “باب الهوى” بشكل قانوني.

كما رحّب الأمين العام لـ”الأمم المتحدة” “أنطونيو غوتيريش” بتمديد “سوريا” تفويضها للأمم المتحدة باستخدام معبري “الراعي” و”باب السلامة” لمدة 3 أشهر إضافية. وموافقتها على إيصال المساعدات عبر خطوط الصراع داخل “سوريا” في “سرمدا” و”سراقب” لمدة 6 أشهر قادمة.

الموقف السوري جاء بعد فشل مجلس الأمن في التوصل إلى اتفاق حول تمديد التفويض لاستخدام المعابر التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة شمال “سوريا”. من أجل إيصال المساعدات الأممية لتلعب “دمشق” دوراً بديلاً وتبدي مرونةً في التعامل مع الملف والحد من تسييسه باعتبار أنه ملف إنساني.

إعادة تفعيل العقوبات الأمريكية

في المقابل. أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الثلاثاء انتهاء فترة تجميد العقوبات على “سوريا” التي أقرّتها لمدة 6 أشهر بعد وقوع الزلزال في 6 شباط الماضي من أجل إتاحة الفرصة للمساهمة في الجهود الإغاثية لضحايا الزلزال. وحذّرت الشركات والأفراد من تقديم دعم مباشر للحكومة السورية دون الحصول على تصريح من الوزارة الأمريكية وإلا فإنهم سيقعون تحت خطر العقوبات.

وبينما يظهر من حديث الرئيس “الأسد” أن المعضلة الأكبر للوضع الراهن في البلاد تتمثل في البنى التحتية وضرورة إعادة إحيائها لمواجهة التدهور الحالي. في وقتٍ تحتاج فيه عودة العلاقات مع العرب وقتاً طويلاً لتثمر نتائجَ إيجابية على الداخل السوري. فإن إعادة “واشنطن” تفعيل عقوباتها وما يرافقها من فرط امتثال في تنفيذها يهدد البلاد بمزيد من الاختناق تحت وطأة واقع اقتصادي متردّي مع انهيارٍ مستمر لقيمة الليرة السورية ولقدرة السوريين الشرائية.

زر الذهاب إلى الأعلى