الرئيسيةيوميات مواطن

البعث تبشر فرنسا ببداية عصر التسول

البعث: تغيير القادة ليس دليلاً على الديمقراطية دائماً وبحالة فرنسا يعني غروب شمسها كقوة عظمى

بشرّت صحيفة البعث المحلية، “فرنسا” ببداية “عصر التسول”، وقالت إن رئيسها “إيمانويل ماكرون” وقبل زيارته “الجزائر”، أعلن انتهاء زمن الوفرة. إلا أنه لم يكمل الجملة التي أكملتها الصحيفة وقالت: «وبداية عصر التسوّل في ظل الظروف المستجدّة. التي تمنع أوروبا، بكاملها، من استئناف عصر الاستعمار بصورته الفجّة السابقة».

سناك سوري-متابعات

واعتبرت الصحيفة أنه وبالنظر لتداعيات الحرب الأوكرانية والمحاولات البائسة للتخلي عن الغاز الروسي، «فإن المادة الأولى على قائمة التسوّل الماكرونية من الجزائر هي الغاز». وأضافت الصحيفة أن الوفرة الفرنسية خصوصاً والأوروبية عموماً لم تتحقق سوى من النهب المستدام لثروات آسيا وإفريقيا.

استقلال الدول بعد الحرب العالمية الثانية، لم يكن إلا شكلياً وفق الصحيفة، «أي علم وطني ومؤسسات محلية فقط، أما في الجوهر فبقيت دول منهوبة لمصلحة الغرب، وبالتالي استمرّت “الوفرة” المتحصّلة من النهب حتى تغيّرت الموازين ودخلت قوى غير أوروبية على الخط أبرزها الصين مقدّمة للدول المنهوبة، في آسيا وإفريقيا، خياراً آخر وهو التشبيك الاقتصادي».

ولم تنس الصحيفة أن تذكر “روسيا” التي قدمت عرضاً مشابهاً إنما بوعود اقتصادية أخف ومفردات أكثر حدة من “الصين”. وقدمت الغاز للأوروبيين بأسعار ساهمت بدوام وفرته، لكن بعد الحرب الأوكرانية وموجة الجفاف في أوروبا بدأت “القلة تغزو الغرب”.

مقالات ذات صلة
اقرأ أيضاً: البعث: الألمان يشترون من بنوك الطعام الرخيصة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة

لكن الصحيفة رأت بأن استنتاج اقتراب زمن أفول الغرب مايزال مبكراً، كذلك فإن من يتحدث بثقة عن قوة الغرب مخطئ. وأضافت أنه يمكن اليوم الحديث عن ضعف بنيوي وانحدار واضح، واستدلت في رؤيتها هذه على «فما زال الغرب هو الأقوى في العالم لكنه لم يعُد قادراً على فرض إرادته بالطريقة ذاتها التي كان يمارسها منذ سنوات قليلة ماضية، هذا دليل أول. اعتماد سياسة التسوّل بدل “النهب” المباشر كعادته السابقة، دليل ثانٍ. أما الدليل الثالث فيمكن استشفافه من ملاحظة كثرة أعداد زعماء المصادفة و”الاستعراض” التي تتزايد، عادة. في هذه المرحلة من غروب شمس القوى العظمى، ذلك ما تكشفه أسماء “ساركوزي، وهولاند، وماكرون” في فرنسا ذاتها».

ورأت أنه سيتواجد البعض الذين سيقولون إن تلك النوعية من القادة طبيعية في الديمقراطيات التي تقودها المؤسسات لا الأشخاص. وأضافت أن «هذا صحيح عموماً لكنه يصح أكثر في ديمقراطيات محايدة ومنعزلة، نسبياً، مثل كندا، لا محاربة شرسة مثل واشنطن وباريس ولندن. حيث لا يمكن لهذه الدلائل سوى أن تذكرنا بملاحظة “ابن خلدون” عن “تحوّل العالم بأسره. وكأنه خلق جديد ونشأة مستأنفة وعالم محدث”، وهذا أمر قادم.. لكن بأكلاف مادية وبشرية كبرى دون أدنى شك».

اقرأ أيضاً: صحيفة البعث تبشر بعهد إصلاحي جديد لا تصفيق ولا تمسيح جوخ فيه

زر الذهاب إلى الأعلى