الرئيسيةشباب ومجتمع

لا أملك المال الكافي.. كيف تواجهون متطلبات أطفالكم في ظل الغلاء؟

أخصائية اجتماعية: على الأهل دائماً البحث عن البدائل وعدم حرمان الطفل بشكل كامل

سناك سوري – خاص

حتى نهاية العام الماضي كانت “لبنى” الموظفة الحكومية والتي تعمل عملاً إضافياً براتب لابأس به، قادرة على تأمين جزء من متطلبات طفلتها ذات السنوات السبعة ولو بالحد الأدنى و ذلك احتراماً لطفولتها وحقها بالاستمتاع بهذه المرحلة من حياتها، كما تقول لـ”سناك سوري”.

وتضيف “لبنى” أن الأمر فرض عليها عبئاً نفسياً كبيراً، فهي اقتنعت بأنها لتأمين متطلبات طفلتها، لابد أن تدفع ضريبة، تمثلت بتركها ساعات طويلة دون أن تشاركها أي نشاط، لكنها اليوم تدفع الضريبة دون أن تستطيع تأمين ذات المتطلبات، وتابعت: «حاولت عدم تربيتها على البطر، لكن مع احترام الحد الأدنى من حاجتها كطفلة للطعام والنزهات، واليوم أجد نفسي غير قادرة على إفهامها الوضع، خصوصاً أنه وبعد كل تبرير لي بأني لا أحمل نقوداً لشراء ماتطلبه، تقول لي أن أقول للبائع: “قوليلو بنتي رح تزعل كتير إذا ماجبتلا ياه، لهيك رخصلي ياه شوي لتفرح بنتي”».

اليوم ومع الارتفاعات المتكررة للأسعار والتي تجاوزت حدود وإمكانيات كل رواتب السوريين الموظفين والعاملين بأجر واحد، أو أجرين أصبح الأمر أكثر صعوبة وهو مايفرض على الأهل اتباع سياسة خاصة تمنكهم من تأمين حاجات أطفالهم بما يتناسب مع قدراتهم ولايتسبب بالأذى للأبناء خاصة الأطفال.

اقرأ أيضاً: الغلاء يحرم عوائل في الجزيرة السورية من السيران الأسبوعي

وفي هذا الإطار توضح خريجة علم الاجتماع “مجيدة خضور” في حديثها مع سناك سوري أن وضع الأطفال بصورة مايحدث والسبب في تغير عادات أهلهم الشرائية أو أية عادات أخرى ترتبط بتربية أبنائهم مرتبط بمدى وعي الطفل وقدرته على الاستيعاب، أي أن يكون قادراً على التجاوب مع حديث الأهل عن سبب مايمرون به من ظروف صعبة سواء الحرب أو الظروف المعيشية الصعبة والغلاء.

وتضيف :«على الأهل دائماً البحث عن البدائل وعدم حرمان الطفل من المشاوير أو الثياب أو الألعاب أو الأكلات الطيبة التي اعتادوا عليها سابقاً فمثلاً بدلاً من الذهاب إلى المطاعم أو الشاليهات يمكن الذهاب إلى الحديقة العامة واصطحاب بعض المأكولات الرخيصة (بطاطا شيبس -عصير- بسكويت) أو طعام من المنزل وقضاء يوم كامل في الحديقة والاستمتاع مع الأطفال باللعب بالألعاب المتواجدة فيها مراجيح وغيرها، كما يمكن للطفل أن يصطحب ألعابه الخاصة».

أما في حال طلب الطفل ألعاباً أو ثياباً جديدة تقول “خضور” :«أنه يمكن الاستفادة من أي شيء قديم وإعادة تدويره ليصبح جديداً مثلاً يمكن إضافة تفاصيل بسيطة للعبة قديمة كي تعود جديدة أو تغيير موديل فستان بإضافة شريطة أو أنواع من الخرز حتى يبدو بهيئة جديدة تدخل الفرح إلى قلبه».

الحرمان من المصروف بشكل نهائي يؤثر سلباً على نفسية الطفل حسب “خضور”، لذا لابد من تعويده على تقليل المبلغ بما يتماشى مع حالة العائلة، كما يجب أن نعلم الطفل الادخار ليس من مبدأ “خبي قرشك ليومك الأسود” بل “خبي قرشك ليومك الأبيض” أي مايوفره يمكن أن أشتري له به لاحقاً ثياب العيد أو لعبة جديدة أو نتعاون ونجمع ماوفرناه كعائلة ونذهب رحلة».

تعليم الطفل عدم مقارنة نفسه بالآخرين أمر جيد ولابد من التركيز على الإيجابيات، كأن نقول له أن لكل عائلة ظروفها وليس شرطاً أن يمتلك كل طفل مايملكه رفيقه أو أحد أقاربه.

اقرأ أيضاً: سوريون يأكلون من الطبيعة: الغلاء حرمنا وجبات كثيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى