حفل زفاف ونتيجة البكالوريا تخلفان 3 ضحايا.. بالرصاص العشوائي
شاب فقد حياته فقط لأنه موجود في مكان نجح فيه أحد طلاب البكالوريا، وآخران ذهبا لحضور حفل زفاف فعادا جثتين هامدتين، حتى في أفراحهم ،السوريون يموتون..من المسؤول ؟؟
سناك سوري – دمشق
كغيرها من المناسبات، لم تمر نتيجة “البكالوريا” بسلام وأمان، حيث فقد الشاب العشريني “علي النجدي” حياته بالقرب من الكنيسة المريمية، بعدما تلقى رصاصة طائشة في رأسه، أثناء عودته إلى منزله في “دمشق” القديمة عقب صدور نتائج البكالوريا، دون أن تنجح محاولات إنقاذه التي استمرت لأكثر من 20 ساعة في المستشفى.
تعليقات غاضبة كثيرة على الحادثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كلها تعاطفت مع عائلة “النجدي” التي فقدت ابنها الوحيد، بحسب ما ذكر الناشطون، مطالبين بوضع حد لظاهرة الرصاص العشوائي التي تحوّل أي مناسبة للفرح، على قلّتها، إلى حالة حزن عميقة لدى أسر أخرى.
في سياق متصل، وامتداداً للظاهرة نفسها، تحول حفل زفاف في “السويداء” إلى فاجعة كبيرة، يوم أمس الجمعة، نتج عنها وفاة مواطنين اثنين، وإصابة اثنين غيرهما، وفق ما تناقله الناشطون على صفحات “الفيسبوك”.
اقرأ أيضاً: الأمن الجنائي يحمِّل الإعلام مسؤولية ظاهرة “إطلاق النار العشوائي”
وفي التفاصيل، فقد توجه عدد من أهالي قرية “المغير” إلى صالة أفراح في قرية “عنز” للمشاركة في أحد الأعراس، قبل أن يحصل تلاسن كلامي بين سائق سيارة من إحدى القرى المجاورة، ومجموعة من الشبان يستقلون حافلة، ليتطور الأمر إلى عراك بالأيدي بين الطرفين، ثم أطلق أحد الشبان من قرية “المغير” النار من بندقية حربية، ليفارق كل من “إياد متعب خضر” و”قصي ابراهيم خضر” الحياة قبل وصولهما لمستشفى “صلخد” بينما أصيب كل من “عماد متعب خضر” و”يزن رجا البيطار” أحدهما بحالة حرجة، وفق ما تناقلت الصفحات.
المفارقة أن مطلق النار ليس على خلاف مع الضحايا، الذين ينحدرون من قريته أيضاً، وإنما كان ثملاً، وقام بإطلاق النار من خلال السلاح الذي بحوزته بشكل عشوائي أثناء المشاجرة، لتتحول فرحة الزفاف إلى غصة وحزن كبيرين.
لم يكتف السوريون من الموت الذي أحاط بهم في السنوات السابقة، ولا يزال يحوم فوق رؤوسهم، بمختلف أشكاله وأنواعه، نتيجة ظروف الحرب، ليأتي الرصاص الطائش ويكمل على أفراحهم، ويصبحوا ضحايا لأفراح غيرهم في مفارقة تظهر مدى تغلغل ثقافة العنف في المجتمع، الذي لم يستطع أن يجد حلاً لهذه الظاهرة على الرغم من الاستنكار الدائم لها، فضلاً عن عجز المؤسسات المعنية عن ذلك، بالرغم من إعلانها الدائم عن تصديها لموضوع الرصاص العشوائي، عند كل مناسبة، دون جدوى.
يستحق الأمر أن تتضافر جهود الجميع من مؤسسات حكومية، وقوى أمنية، والهيئات المجتمعية والمنظمات المدنية، ووسائل الإعلام، إضافة للمواطنين أنفسهم، لتدارك هذه الظاهرة المستفحلة، وتعزيز الوعي المجتمعي حول خطورة انتشار السلاح العشوائي، حتى بات البعض يفرح عندما يخسر أحد منتخباتنا الرياضية في أي استحقاق، باعتبار أن الخسارة قد وفرت بعض الضحايا.
اقرأ أيضاً: ضحايا الرصاص والسلاح العشوائي “لا تعيدهم بوسة الشوراب”