أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

من قيادي في النصرة إلى قائد ميليشيا القاطرجي .. اعتقال مدلول العزيز

أبو ذبّاح المتصالح مع النظام يتحوّل إلى أبو قصي الذي أهدى الفرح لجمهور الفتوة

قال مصدر أمني سوري أمس أن قوات الأمن الداخلي في “دمشق” اعتقلت “مدلول العزيز” أحد أبرز أذرع النظام السابق في “دير الزور”.

سناك سوري _ دمشق

التصريح الذي نقلته “الإخبارية السورية” لم يعقبه إعلان رسمي عبر المعرفات الرسمية لوزارة الداخلية.

لكن الخبر أعاد التذكير بسيرة “مدلول العزيز” منذ صعود اسمه في بداية الثورة السورية وحتى سقوط النظام ثم إعلان اعتقاله.

مَن هو مدلول العزيز؟

بداية صعود اسم “العزيز” بحسب موقع “سوريا 24” يعود إلى عام 2012 حين شكّل مجموعة مسلحة أقرب إلى عصابة تشليح في مدينة “رأس العين” بريف “الحسكة” واشتبك مع قوات “الأمن العسكري” حينها.

وحين انسحبت قوات النظام من صوامع “أبو خشب” في “دير الزور” سيطر عليها “العزيز” مع مجموعته وبدأ بعمليات سرقة وابتزاز المدنيين والعابرين.

الانضمام إلى جبهة النصرة

في الفترة الممتدة بين 2012- 2015 انضم “العزيز” إلى “جبهة النصرة” وأصبح أحد قيادييها البارزين في “دير الزور” وأطلق على نفسه اسم “أبو ذباح”.

وبحسب موقع “مع العدالة” فقد ارتكب “العزيز” خلال فترة انخراطه في “جبهة النصرة” عدة جرائم بحق المدنيين، لكنه عاد للانسحاب من صفوفها مع دخول تنظيم “داعش” إلى “دير الزور” ولاذ بالفرار إلى “دمشق” حيث أجرى مصالحة مع النظام السوري.

المصالحة مع النظام

ووفقاً للمصدر فقد استغل “العزيز” انتماءه إلى عشيرة “العبيدات” من قبيلة “البكارة” في تجنيد ميليشيا تعمل لصالح “المخابرات الجوية” بما في ذلك عناصر كانوا ينتمون لـ”النصرة” وأمّن لهم “العزيز” مصالحةً مع النظام.

في هذه الفترة سيطر “العزيز” على عدد من الحواجز في “دير الزور” كانت تعتمد على سرقة المدنيين وابتزازهم والمتاجرة بالعملات المزورة.

ويتهم “العزيز” بالضلوع في جرائم قتل وخطف واعتقال وطلب فدية واغتصاب تمتد من “دمشق” إلى “تدمر” وصولاً إلى المنطقة الشرقية في “دير الزور”، الأمر الذي أدى تضخّم ثروته حيث أسس شركة “شام العزيز” لاستيراد وتصدير مواد البناء.

تلميع الصورة

يرتبط اسم “العزيز” بشركات “القاطرجي” التي كانت واجهة توريد المواد النفطية من المناطق الشرقية إلى النظام السوري، ويعرف عن ميليشيا “العزيز” أنها كانت موكلة بمهمة حماية قوافل “القاطرجي” كذراع مسلح للشركة.

في العام 2020 قرّر “مدلول العزيز” الترشح لانتخابات مجلس الشعب، في إطار تلميع صورته وإزالة آثار ماضيه، فيما كان لافتاً أن صعوده في عالم داعمي النظام رغم ماضيه لم يثر أي ضجة أو تساؤلات حينها.

ولم يكن مستغرباً أن “العزيز” الذي أصبح مقرّباً من السلطة فاز في الانتخابات وأصبح عضواً في مجلس الشعب عن محافظة “دير الزور”، وفي سبيل إكمال تلميع الصورة وحصد الشعبية تولّى “العزيز” رئاسة نادي “الفتوة” الذي حصد لقب الدوري خلال فترة رئاسة “أبو قصي” كما صارت جماهير النادي تناديه حيث تم تصويره على أنه سبب إعادة الفرحة لجماهير “دير الزور” بعد سنوات من الغياب.

في تشرين الثاني 2024 أي قبل شهر واحد فقط من سقوط النظام، وافق مجلس الشعب على منح الإذن بالملاحقة القضائية بحق “مدلول العزيز” للمرة الثانية بعد أن فعل الأمر ذاته في الدورة السابقة للمجلس بتهم تتعلق بالفساد وهدر المال العام.

مدلول العزيز بعد سقوط النظام

دفع سقوط النظام في كانون الأول 2024 “العزيز” للخروج من “دمشق” متجهاً نحو “دير الزور” لا سيما بلدة “أبو خشب” التي كانت محطته الأولى في رحلة الميليشيات وتقلب التحالفات.

وفي شباط الماضي قالت وسائل إعلام محلية أن “قسد” اعتقلت “العزيز” أثناء محاولته الخروج من “أبو خشب” واقتادته إلى جهة مجهولة دون إعلان سبب اعتقاله، فيما تم الإفراج عنه لاحقاً، ويبدو أنه عاد إلى “دمشق” حيث جرى اعتقاله أمس.

بعض المصادر ربطت اعتقال “العزيز” بتهديدات تلقّاها الناشط الإعلامي “فاضل الناصر” على خلفية منشوراته ضد “العزيز”.

ونقل موقع “زمان الوصل” أن “الناصر” تلقّى تهديدات من “مدلول العزيز” بقطع أصابعه وقتله وإيذاء عائلته حيث يقيم في “لبنان”، فيما لم تعلن الجهات الرسمية خلفيات اعتقال “العزيز” والتهم الموجهة إليه.

زر الذهاب إلى الأعلى