الرئيسيةسناك ساخن

أم سورية تناشد كل “حر شريف” لإعادة أبنائها الثلاثة

تتكرر مشاهد الخطف بسيارات سوداء مفيمة: فيديو مؤلم لأم مفجوعة يحرك مشاعر السوريين

على الرغم من هول الفاجعة لم تنسَ الأم الباحثة عن أطفالها الثلاثة، بدء الفيديو الذي وجهته لكل “سوري حر شريف” بكلمة “مرحبا”، كما لم تتجاهل أن تختمه بكلمة “وشكراً لكم”، ورغم ظهورها بكل ثبات إلا أن عينيها لم تستطيعا كبت دمعة مضيئة سرعان ما مسحتها بيديها لتتابع مناشدتها بإعادة أطفالها.

سناك سوري-دمشق

الفيديو الذي تداوله ناشطون كثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نشر لأول مرة في إنستغرام يوم أمس الثلاثاء، على صفحتين بالوقت نفسه أي قبل 15 ساعة بحسب أدوات التحقق والبحث التي استخدمها سناك سوري بالعودة إلى المصدر، إحدى تلك الصفحات كانت صفحة “الإعلامي علي محمود”.

تعرّف الأم عن نفسها في بداية الفيديو بأنها والدة “حمزة ولبنى ولانا حمود”، الذين اختفوا منذ يوم 23 آذار الماضي، حيث كانوا في طريقهم ليحضروا أغراضاً من الدكان حتى انقطع الاتصال بهم قرابة الساعة الـ2.30 دقيقة ظهر ذلك اليوم في منطقة “بيت شنتة” بريف طرطوس.

تضيف الأم بأنها ومنذ ذلك الوقت لم تسمع عنهم أي خبر أو اتصال ولا أي معلومة تطمئن قلبها عليهم، لتناشد “كل إنسان شريف حر يخاف على عرضه وأولاده”، أن يساعدها في الوصول ولو لطرف خيط لتعيد أبنائها إلى حضنها.

وتحدثت الأم عن وضع صحي صعب عاشته، وبفقدان أبنائها بات وضعها أصعب، لتعيد مناشدتها إلى كل “حر شريف بهالبلد” أن يساعدها بإعادة أطفالها.

صمت رسمي بمواجهة ظاهرة الاختطاف

انتهى الفيديو عند هذا الحد وغابت الأم عن وسائل التواصل الاجتماعي منتظرة أي بارقة أمل، أو لعلّها تستطيع إحداث التأثير المطلوب لإعادتهم، فيما لم تعلق السلطات الرسمية على الخبر حتى بعد مضي 15 ساعة على نشر فيديو الأم، كما أن الأخيرة لم تذكر فيما إن كانت لجأت للشرطة والأمن العام وما هي الإجراءات التي اتخذت بخصوص قضية أطفالها.

صفحة “الإعلامي “علي محمود” التي نقلت الخبر، ذكرت مواليد الأطفال، حمزة 2004، ولبنى 2005 ولانا 2009، أي أن عمر أكبرهم حمزة لا يتجاوز الـ21 عاماً، ولبنى 20 عاماً ولانا 16 عاماً، كما قدمت الصفحة رواية لاختفاء الأبناء الـ3، وقالت نقلاً عن شهود عيان إنهم كانوا في طريقهم من المزرعة التي يعمل بها والدهم إلى دكان قريب لشراء مستلزمات إفطار رمضان حينها، حين توقفت سيارة جيب سوداء وترجل منها شخص قام بسحب الأشقاء الثلاثة عنوة ثم لاذ بالفرار.

وبحسب صفحة الإعلامي، فإن والدهم “محسن حمود” قدّم بلاغاً رسمياً لدى الجهات المعنية، لكن حتى اليوم لم يتم التوصل لأي معلومات عن مكان وجودهم، مضيفاً أن الأم أصيبت بجلطة نتيجة هول الصدمة.

لكن حادثة اختفاء “حمزة ولبنى ولانا” لم تكن الأولى من نوعها، إذ تتكرر حوادث الخطف واختفاء النساء في مناطق مختلفة من البلاد، خصوصاً في الساحل السوري وسط صمت رسمي مقلق وتضارب في الروايات ومحاولة تبرير الاختطاف بوسائل غير منطقيةكما حدث مع الشابة “آية قاسم” من طرطوس، والطفلة “سيما حسنو” من اللاذقية.

وقبل أيام تعرضت طفلة في اللاذقية لمحاولة اختطاف لحسن حظها باءت بالفشل، وقال والدها “بسام سعد الدين” في منشور له عبر الفيسبوك، إن ابنته “سارة” البالغة من العمر 14 عاماً تعرضت لمحاولة اختطاف من قبل شبان يستقلون سيارة سوداء مفيمة، وتمكنت من الهرب، مشيراً أن الحادثة جرت عند الرابعة عصراً في حي الرمل الشمالي بشارع “غسان حرفوش”.

ورغم النهاية السعيدة نسبياً لهذه الحادثة، إلا أن تفاصيلها تقاطعت بشكل مثير للقلق مع رواية والدة الأطفال الثلاثة، خصوصاً لجهة استخدام سيارة سوداء مفيمة، واختطاف الضحايا في وضح النهار، ما يطرح تساؤلات جدية عن الجهات الفاعلة ودوافعها، ويزيد من حالة الذعر في أوساط الأهالي.

حتى الآن، لا توجد مؤشرات على فتح تحقيقات شفافة أو صدور بيانات رسمية توضح حقيقة ما يجري، في ظل ازدياد وتيرة هذه الحوادث التي تستهدف النساء على وجه الخصوص، ما يُنذر بتفاقم الظاهرة وتحولها إلى نمط ممنهج إذا ما استمر التعتيم والصمت من قبل الجهات المعنية.

زر الذهاب إلى الأعلى