نبيل المالح.. حالم منذ الطفولة صنع هوية السينما السورية
بين الإخراج والكتابة والرسم ... المالح فهد السينما السورية
لاتزال ذاكرة السينما السورية، محتفظة بأعمال المخرج الراحل “نبيل المالح” لما تركه من إنجازات سينمائية تجاوزت 150 فيلماً مابين الروائي الطويل والقصير والوثائقي، بمسيرة امتدت قرابة ال40 عاماً.
سناك سوري _ خاص
وصف “المالح” نفسه بالمجنون خلال لقاء له مع مجلة “الجديد”.، باعتباره بدأ أحلامه منذ سن العاشرة مستمراً بها، ويرى حلمه قوة فردية امتلكها، بعيدة جداً عن الأوهام، فلكي يحصل الإنسان على مايريده يجب أن يسعى بكل طاقته للوصول.
وعن حالة النكبة الدائمة التي يعيشها السينمائيون السوريون.، قال “المالح” أنهم نواحون بشكل متواصل، ويعتبر نفسه مستثني كونه حر في عالم السينما وسيد نفسه وقراره،. فلم يوكله أي طرف رسمي لدراسة السينما، ولا لأي مهرجان، ولم يكلّف أحداً أي مبلغ مالي، وكل تحركاته خلال حياته نابعة من ذاته.
انتقد “المالح” خلال ذات اللقاء، المؤسسة العامة للسينما التي قيدت حركتهم حسب قوله، .إذ لم يتمكنوا من صناعة أي صورة سياحية للبلاد، ذاكراً أن مئات الملايين تصرف في دول العالم لتصوير الأفلام السينمائية العالمية.
كان “المالح” في مرحلة معينة يعتقد أنه سيكون ” فهد السينما السورية”لفترة طويلة .، ولكن الواقع الذي آلت إليه، جعله يتساءل عن أماكن أخطائهم فيها، خاصةً أنه لم يجد الصورة التي حلم بها، إلا أن وحسب رأيه هناك من لعب بالمشروع السينمائي مع المشاريع الأخرى في البلاد.
اقرأ أيضاً: رحيل غسان الجباعي صاحب العديد من الأعمال الأدبية والمسرحية
غيض من فيض آراء “المالح”، الذي اشتهر بصفاء أفكاره وبلاغة أجوبته، .ويعتبر من صناع هوية السينما السورية، وشاهد على كل أحداثها من أزمات وانفراجات.
بدأ “المالح” تجربته الإخراجية من خلال الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة..، وكان أولها “حلب عاصمة الشمال”، ودارت عجلته الإخراجية لينتج عنها خليطاً من الأفلام منها “لون وحياة”، “إيقاع دمشقي”،. “المخاض”، “النافذة”، “اللعبة الأبدية”، “الصخر”، “الدائرة”، “فلاش”، “الفهد”، “غراميات نجلا”، “بقايا الصور”، “السيد التقدمي”، .“الكومبارس”،. غوار جيمس بوند”، “إكليل الشوك”، “عالشام عالشام” وغيرها، التي طرح من خلالها الكثير من القضايا السورية والعربية والمواضيع الاجتماعية.
بمرونته المهنية وغنى أعماله، تمكن “المالح” من حصد عددٍ من الجوائز والتكريمات من أبرزها، .جائزة “أحسن إخراج” من مهرجان القاهرة عن فيلمه “الكومبارس”، وجائزتي التمثيل من مهرجان السينما العربية في باريس، كما نال جائزة “أحسن سيناريو” من مهرجان فالنسيا، إضافة لتكريم من قبل “مهرجان دبي السينمائي” نظراً لجهوده الرامية لتطوير الصناعة السينمائية، كما فاز بجائزة “لجنة تحكيم” مهرجان دمشق الدولي لسينما الشباب عن فيلمه “الفهد” سنة 1972.
اقرأ أيضاً: أمضى حياته مثيراً للجدل … رحيل الكاتب السوري نبيل فياض
الراحل لم يمتهن الإخراج فقط، فقد برع في الكتابة، والشعر والرسم والكاريكاتير والفن التشكيلي أيضاً، لذا يعتبر من رواد الثقافة السورية بشتى مجالاتها.
وبعد وفاته قام المخرج السينمائي العراقي “قيس الزبيدي” بإصدار كتاب عنه تحت عنوان .“نبيل المالح.. العين الثالثة”، تحدث خلاله عن مسيرته الفنية الغنية وأهداه لعائلته.
يشار إلى أن “المالح” توفي في “دبي” عام 2016 بعد صراعه مع المرض.، وهو من مواليد “دمشق” 28 أيلول 1938، درس السينما في “تشيكوسلوفاكيا”، وحاز على درجة الماجستير في اﻹخراج من جامعة السينما في مدينة “براغ”.