من النادر في عالم الفن أن يجتمع الجمهور جميعه أو معظمه على رأي واحد تجاه عمل فني أو فنان بل إن القاعدة البديهية في الفن انقسام المتلقّين تجاهه.
سناك سوري _ دمشق
ربّما كسرت “صباح الجزائري” هذه القاعدة مساء أمس مع إطلالتها في الحلقة الأولى من مسلسل “مع وقف التنفيذ” حيث بدت أصداء ظهورها شبه مجمعة على إعجاب بطغيان حضورها الآسر منذ الحلقة الأولى من العمل.
بالطبع، من المبكر الحكم على المسلسل منذ حلقته الأولى، لكن ليس باكراً الحكم أو إبداء الرأي في ظهور “الجزائري” للمرة الأولى في العمل والتي ربما تكون الأخيرة، إلا أن تلك المشاهد التي ظهرت خلالها كانت كافية لإثبات تجوهر إبداعها.
ذات الـ 67 عاماً جعلت من ملامحها أداة إبداعية ظهرت منذ المشهد الأول حيث تحدّق في الفراغ بعينين جامدتين كأنها ترى عالماً آخر، بينما تتلاحق المشاهد تباعاً لتظهر مشية واثقة بعكّاز ثابت إلى الأرض ومنغمس فيها، بينما تضفي البحّة في صوتها على الحوار نكهة استعادة تاريخها الطويل من الإبداع منذ أيام مسرحيات “الماغوط” إلى اليوم.
لا تحتاج “الجزائري” شهادةً اليوم من أحد، ولا تحتاج استعراض تاريخها المليء بالأعمال الإبداعية والجوائز والتكريمات، كل ما في الأمر أنها نجحت من خلال بضع مشاهد في حلقة واحدة فقط أن تخطف الأضواء لتثبت أن الإبداع لا يرتبط بالعمر أو بحجم الدور بل بحقيقة الموهبة.
اقرأ أيضاً:عباس النوري يقف أمام عدسة سيف سبيعي مع وقف التنفيذ