الرئيسيةتقارير

هل سمعتم عن “صنعاء دمشق” القرية الدمشقية المنسية ؟

سكنها اليمانيون واندثرت بسبب الحروب الطويلة

لا تقتصر علاقة العاصمة اليمنية “صنعاء” بمدينة “دمشق” السورية أنهما تعدان من أقدم المدن المأهولة في العالم ولا أن لكليهما سبع أبواب، ما زال سرها خفيا ولا أن هناك جبلا يطل على المدينتين وكأنه حارس أبدي، ربما قد تعبر جادة “صنعاء” في منطقة “الصالحية” بدمشق عن الرابط القديم بين المدينتين وعن “صنعاء دمشق” القرية الدمشقية التي طواها النسيان.

سناك سوري – دمشق 

كتب عنها الصحافي “عيسى فتوح” في مجلة “الاكليل” ١٩٨٣ قائلا : «هي قرية كانت بين “المزة” و”دمشق،” محاذية لما كان يقال له “رتل الثعالب” الذي بني في موضعه مسجد “خاتون” المشرف على “باناس” و”المرج الأخضر”، وهي – كما يقول العلامة “محمد کرد علي” في كتابه “غوطة دمشق”، صفحه ٤١٢- ٢١٥ من القرى التي نزلها اليمانيون وسموها باسم عاصمة بلادهم “اليمن”».

ويقول المؤرخ “محمد أحمد دهمان” في تعليقاته على القرى المتاخمة ل”دمشق” أو التي اندمجت فيها أن «”صنعاء دمشق” كانت غربي اللؤلؤة الكبرى والصغرى وشرقي قينية ، ومنذ القرن السادس أصبحت “صنعاء دمشق” مزرعة ، وهي اليوم بساتين».

ويذكر “ياقوت الحموي” في كتابه “معجم البلدان”، أن هناك عددا من قرى “غوطة دمشق” قد اندثرت وتحولت إلى مزارع ، ك”بيت الأبار” ، و”بيت أرانس” ، و”بيت ابيات” ، و”صنعاء دمشق”، دون أن يحدد موقعها بالضبط.

اقرأ أيضاً: هل تعرفون شباك الأقفال في دمشق؟

ويبدو أنه كان يغلب على أهل “صنعاء دمشق” رواية الحديث الشريف، وكان لعلم الحديث أكبر قسط من عنايتهم ، حتى أنهم ألفوا فيه كتابا يقع في مجلدين ضاع في جملة ما ضاع من الكتب المخطوطة ، أو اندثر بعد تفرق سكان هذه القرية ، واختلاطهم بأهل “دمشق” او بغيرهم من سكان قرى “الغوطة”. صدر منذ عدة سنوات كتاب “صنعانيون ولكن من دمشق: علماء الحديث ورواته المنسوبون الى صنعاء دمشق” والهدف من الكتاب التمييز بين رواة “صنعاء اليمن” و”صنعاء دمشق” ونسب كل منهم إلى المنطقة الجغرافية التي اقام بها بعد أن خلط العديد من الباحثين والطلاب بينهم.

يعتقد “فتوح” أن قرية “صنعاء دمشق” اندثرت ، نتيجة لسلسلة طويلة من الفتن والحروب التي حدثت في “دمشق” في عهد “الأمويين” و”العباسيين” ، اشترك فيها أهل “الغوطة” ، وقاتلوا وقتلوا ، وخربت قراهم ومزارعهم ، من أهم الحروب تلك التي كانت تجري بين اليمانية والقيسية، ودامت قرونا متعاقبة.

ويضيف أن ما ساعد على تخريبها أن القرى كانت تبنى من الطين والخشب لندرة الحجارة في “الغوطة”، ولاتقاء الزلازل التي كانت تتكرر في العصور الماضية ، ولأن كلفتها أقل.

يؤكد اندثار هذه القرية ما قاله “أحمد وصفي زكريا” في كتابه “الريف السوري”، من أنه كان في “الغوطة” قری عامرة أكثر من الآن دثرت ولم يبق منها الا أسماؤها فقط في بطون الكتب ، آثارها وأطلالها من تلال وغيرها ، قد تدل على حالها ومواضعها ، واستحوذت القرى الكبيرة على أراضي القرى الداثرة.

اقرأ أيضاً: بعد الصومال.. أطباء سوريين سافروا إلى اليمن بقصد العمل!

زر الذهاب إلى الأعلى