هجوم اسرائيلي على القنيطرة: ولكن منفذيه ليسوا من البشر
يصارع مزارعو الريف الجنوبي للقنيطرة عدواً جديداً. يضاف إلى سلسلة الأعداء التي تحارب المزارعين في هذه المنطقة. فبالاضافة لتعرض المنطقة لخسائر بشرية ومادية هائلة جراء صراع المعارضة مع الحكومة لسنوات وما تلا هذا الصراع من اقتتال دامي بين ”تنظيم الدولة الاسلامية“ من جهة و”جبهة فتح الشام“ و فصائل ”الجيش الحر“ من جهة أخرى.
سناك سوري – شاهر جوهر
تتعرض المحاصيل الزراعية المتبقية لمدنيي تلك المنطقة من القنيطرة لهجوم اسرائيلي عليها. ولكن من الخنازير البرية القادمة من اسرائيل. ليزيد هذا التهديد من خسارة المزارعين وإرهاقهم مع ارتفاع أسعار كلفة الإنتاج وندرة تواجدها أحياناً.
وفي حديثهم لـ ”سناك سوري“ اشتكى بعض المزارعين من هذه الآفة التي بلغت خسارتهم بسبها الملايين. يقول ”علي“ وهو مزارع : «قامت الخنازير البرية بقطع وتكسير 108 أشجار من الزيتون من أصل 250 شجرة كنت قد اعتنيت بها لسنوات كثيرة وهي مصدر رزقي الوحيد بعد أن خسرت وظيفتي بسبب الحرب».
اقرأ أيضاً : القنيطرة مخيم الرحمة بلا رحمة
ويلجأ هذا الحيوان الاسر إلى التخريب في تناول طعامه من تكسير أغصان الأشجار إلى إقامة حُفر تحت جذوع الأشجار بحثاً عن الديدان إضافة إلى التخريب الذي يطال مساكب البرسيم المزروعة بكثرة في تلك المنطقة.
وفي العموم إن مواجهة هذا التهديد أمر خارج عن قدرة المزارعين. حيث أن الهجوم الاسرائيلي على القنيطرة من قبل الخنازير تتم ضمن قطعان تسير ليلاً. الأمر الذي يحول دون اصطيادها على اعتبارها تهجم ضمن منطقة عسكرية لا يسمح للمزارعين التجول بها ليلاً. كما أن قتلها بالسموم يؤثر على المواشي ويلقى معارضة من رعاة الأغنام في تلك المنطقة. الأمر الذي دفع الكثير من المزارعين لقطع الاشجار واحتطابها لفصل الشتاء أو بيعها.
اقرأ أيضاً : قيادي معارض لـ سناك سوري:لا شيء يمنع من فتح المعابر مع الحكومة
ويقف المجلس المحلي أمام هذا المشهد عاجزاً عن مد يد العون للمزارعين في تلافي هذه الآفة. والذي اكتفى بالقول لـ ”سناك سوري“ «ليس باليد حيل».
ويعتبر الريف الجنوبي من القنيطرة من أكثر مناطق المدينة نشاطاً زراعياً بحكم استقرار المنطقة نوعاً ما. لكن تراجعت مساحة الأراضي المزروعة في هذه المنطقة من 75% إلى 40% بفعل أعمال العنف بين الفصائل العسكرية. وارتفاع تكاليف الإنتاج وندرتها. وعدم توفر أسواق تصريف للمنتجات بشكل جيد.
