أخر الأخبارفن

نهاية خليل في الزند.. من ليس معنا فهو ضدنا

كم من خليل وعاصي في مجتمعنا حالياً؟

حتمت حماية المصلحة الشخصية والعامة ربما على “عاصي” في مسلسل “الزند”، التخلص من صديقه المقرب “خليل” بأي طريقة كانت. دون أي تقدير لما عاشاه سوياً.

سناك سوري _ ناديا المير محمود

الممثل “طارق عبدو” الذي يلعب دور “خليل” الشاب المثقف بين جماعة “عاصي”، والمخاطر بحياته بتوزيع الجرائد بشكل سري. الداعية لمحاربة الظلم وشرح حقوق الفلاحين ومطالبتهم بالتحرك.

دعم مجموعة “عاصي” بكل مخططاتهم بما فيها السلب والقتل. ظناً منه أن هدف الجميع هو نشر العدالة على الفلاحين بحال انتصارهم، وإعادة حقوقهم.

إلا أنه ووفق ماتم عرضه، ورغم نجاة “عاصي” من كل التهم الموكلة له، لم تكن نتيجته كما رغب به “خليل”، فتحول الأول وفق رأيه. إلى وحش جديد، يقوم بشراء الأراضي وتقوية مملكته على حساب غيره، ما أولد خلافا بينهم، دفعه لمقاطعتهم. والوقوف جانباً، طالما مصلحة الجماعة غائبة.

اقرأ أيضاً:طارق السايس من فنان حالم في ألمانيا إلى رئيس عصابة في الزند

في حلقة الأمس ظهر “خليل” يحيط به الدرك، مقرراً الاعتراف بكل ماقاموا سابقاً بعد المفاوضات التي أجراها مع اليوزباشي “محمود”. ما استدعى إعادة فتح حادثة “سرقة البنك” التي قاموا بها بعد أن تم تبرئتهم منها سابقاً بالاتفاق مع “روث” الانكليزي.

وبالتالي تم إخبار “عاصي” بموعد محاكمة جديد، الأمر الذي رآه “خيانة” من “خليل”، ليطلب من أحد المسجونين بالداخل إسكاته بأي طريقة. فكان قتله هو الحل المثالي.

اقرأ أيضاً:بعد الماخور الدمشقي.. سارة فرح تملأ حوض العاصي طرباً ورقصاً

كان مشهد “عاصي” وزوجته “نجاة” التي تعرف عليها عن طريق “خليل”، حين لامته على فعلته الأخيرة مبرراً بأن لاحل آخر أمامه. كفيلاً بمحو مفهوم الصداقة في حضور المصالح الشخصية. وضرورة التذكير أيضاً باستهجان “صالح” أحد رجاله بادئ الأمر بعدما سمع بمايخطط له. فالأمر لايحتم الوصول للقتل بوجهة نظره.

بينما “عاصي” يبرر ما يقوم به بالمجمل أنه يحمي الجميع ويقلل خسائرهم، لكن وماذا عن قتل صديقه الأوفى بأشد الأوقات؟.

ولم تم الحكم عليه بالخيانة، دون مراعاة اضغط النفسي الذي يعيشه، جراء خسارته من وثق بهم بأنهم سينشرون معه الحق. دونما أي اعتداء؟ فوضعه ليس أقل ألماً.

اقرأ أيضاً:تيم حسن يستقطب اهتمام الجمهور بلهجته في شخصية عاصي الزند

مفهوم الصداقة وكما تم تناوله في “الزند” بعد تلك الحلقة، سقط للأسفل بدرجات كبيرة، فإما أن تكون معي مهما اختلفنا. أو لا حياة لك.

لا تكف الصور التي تم عرضها عن ندم “عاصي” ولم يعط الموضوع أهمية كبيرة لردة فعل “نجاة” الصديقة الأقدم، بينما في الحياة الواقعية. الجميع يدرك مدى حجم الحزن الذي يصيب الإنسان بخسارة صديقه المقرب. ومر مرور الكرام.

اقرأ أيضاً:مشهد السطو على البنك يثير جدل متابعي الزند

لايمكن نكران عدم قدرة أي عمل درامي على تصوير كل شيء بتفاصيله نظراً للوقت المحدد له، ولكن بذات الوقت لا يجوز التمعن بالإطاحة. بكل مايتعلق بالمفاهيم المجتمعية التي تبنى على أساسها العلاقات.

ورغم أنها استثناءات أن يتسبب الصديق بقتل صديقه مهما بلغ الخلاف بينهما، وهناك شواهد حياتية على قصص مشابهة. إلا أن عرضها ليس تمعن بتفاصيل الواقع كما تهدف الدراما، بقدر مافيه إخلال بالنظرة العامة للتعامل مع المحيط بأي بيئة ومهما اختلف مستواها.

كم يشبه “خليل” العديد منا نحن السوريين اليوم، حتى لو كان القتل بطريقة مجازية، كم يشبه العديد منا ونحن نقول “من ليس معنا فهو ضدنا”.

اقرأ أيضاً:فايز قزق يكشف سر وجود الشتائم في مسلسل الزند

زر الذهاب إلى الأعلى