إقرأ أيضاالرئيسيةتقارير

مشفى يتأخر 11 عاماً عن علاج المرضى… ولا أحد يحاسب المسؤولين

مشفى الأطفال في “طرطوس”… دخل موسوعة غينيس من الباب الخلفي

سناك سوري- نورس علي

تعاني والدة الطفلة “جنى” المصابة بفتحة في القلب، منذ ست سنوات كاملة من التكاليف المادية المرتفعة عند كل مراجعة مرضية لمستشفى الأطفال في “دمشق”، وأكثر ما كان يؤلمها منظر حجر الأساس المرتفع بقامته البهية منذ أحد عشر عاماً لمشفى أطفال “طرطوس” الذي يحاول جاهداً دخول موسوعة “غينس” لأطول بناء مشفى في العالم(طبعاً لن يتمكن فقد سبقه مشفى تشرين الجامعي باللاذقية).

واعتادت “جنى” ابنة التسع سنوات السفر مع والدتها إلى “دمشق” لإكمال علاجها، بعد أن فقدت رغبتها بالضحك والمرح كأي طفل في سنها. تقول والدتها المتعبة من المواصلات والتنقلات والوضع المادي الذي يزداد سوءاً: «ابنتي في الصف الثالث الإبتدائي، ومنذ ست سنوات تخضع للعلاج الطبي التخصصي، مما شكل علينا وعليها معاناة كبيرة لا يعلمها إلا الله، فلو كان مشفى الأطفال في “طرطوس” موجوداً لكانت مرحلة العلاج أسرع وأسهل، ولكن أعتقد أنها لعنة حلت بنا، “ولمين بدنا نشكي ونبكي، ما حدا سائل عن أولادنا، وعلى وجعنا”».

في عام 2007 وضع حجر الأساس لمشفى الأطفال التخصصي بـ”طرطوس” بقيمة عقدية 147 مليون ليرة ومدة إنجاز 30 شهر تقريباً، واليوم نحن في العام 2018 وما تزال بعض الأعمال اللوجستية مستمرة وفق ما صرح أحد المعنيين بالمحافظة، وتنتظر فرج الله مع بعض التغييرات أهمها أن القيمة العقدية ضربت بأربعة أضعاف مالياً وزمنياً.

“وسام ” لا توفر فرصة للدعاء على من كان السبب في تأخير إنجاز مشفى الأطفال وانتقاد الحكومة التي تقف متفرجة ولا تحاسب المسؤولين، فهي لا تقدر على علاج ابنتها في المشافي الخاصة، ويصعب عليها تحمل تبعات الذهاب إلى العاصمة كلما اشتد مرض ابنتها، فالمشفى الذي لم ير النور بعد كان عامل استقرار لكثير من العوائل العالقة بالمرض. لكن مدير صحة “طرطوس” قال إن التأخير منطقي، ولا يمكن لأي مستشفى أن ينجز بأقل من هذه المدة، علماً أن كادره التخصصي جاهز؟.

تعليق مدير الصحة يدفعنا في سناك سوري للتساؤل أين كانت المديرية عندما وضعت مدة العقد 30 شهراً، وإذا كانت مدة غير كافية لماذا تم وضعها، ومن يتحمل المسؤولية في ذلك، ومن يجب أن يحاسب!!، وأيضاً لماذا يدافع مدير الصحة عن الجهة المنفذة ويبرر تقصيرها؟!.

اقرأ أيضاً مسؤول يهدد “مستثمراً قَدم شكوى” خلال اجتماع رسمي في طرطوس

وأكد مصدر داخل “مديرية الصحة” لـ سناك سوري: «أنه لو أنجز المستشفى ضمن المدة الزمنية المخصصة له لما كانت الجهة المشرفة على المشروع بانتظار تصديق محضر التوازن السعري للمشروع المرفوع للوزارة منذ أشهر وبقيمة حوالي 700 مليون ليرة». طبعاً كل ذلك حصل دون أن تتم مساءلة أحد أو محاسبة مسؤول عن التأخير (يمكن الطقس هو المسؤول إلها 10 سنين عم تمطر !!).

المشفى استكمل اليوم بنسبة 90 إلى 95 % لكن بقي عقبات في الخمسة بالمئة المتبقية يقول المشرف على المشروع “تيسير دلا” لـ سناك سوري: « الصعوبات الحالية متركزة على الأعمال الكهربائية، وأهمها المصاعد واللوحات الكهربائية ونظام الأتمتة، ومقسم الهاتف وجهاز الإنذار، في حين أن مشكلة المولدة وجهاز ubs تم حلها». يعني الحمد لله عنا مشكلة تمكنا من حلها.

تأخر المستشفى 7 سنوات، وكان من المفترض أن ينتهي عام 2011 أي قبل أن تصبح الأزمة شماعة لتعليق كل المشكلات عليها، فلا يمكنهم تعليق مسؤولية تأخيره على الأزمة ولا على الطقس، وبالتالي هناك خلل لابد من المحاسبة والمساءلة عليه، فهذا الخلل خسر خزينة الدولة مئات الملايين، والأهم من ذلك أنه ألحق ضرراً بالأهالي وعرض الأطفال للخطر وحرمهم من حقهم بمشفى يلبي احتياجاتهم.

اقرأ أيضاً “طرطوس” قضية المعمل تتفاعل والمحافظة توجه اتهامات مباشرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى