الرئيسيةحكي شارع

لا تلوموا المراسل … لينا ديوب

السكافي حافي والاعلام عريان

سناك سوري – لينا ديوب

يحق لنا جميعا الاستياء والغضب للأسئلة التي وجهها مراسل الإخبارية السورية، للأب المفجوع بأولاده السبعة، يحق لنا جميعا التألم لهذا الاستهتار بالألم، ويحق لنا أيضا السؤال عن مسؤولية إعلامنا ووقوفه إلى جانب معاناتنا، وعن مهنيته في ملامستها والكشف عنها.

لكن العامل في الاعلام نفسه، المراسل والمحرر، والصحفي، هل هو بعيد عن تلك المعاناة والآلام؟ هل يعيش عدالة وظيفية؟ هل يأخذ ما تتطلبه مهنته من التأهيل والتدريب وتحديث المعلومات؟

تطالعنا صفحات المواقع الإخبارية، وكذلك الجرائد العربية والعديد من المؤسسات التدريبية بين الحين والآخر، عن دورات تدريبية لمحرريها وغيرهم، بتفاصيل العمل الصحفي، بعضها خاص بالعناوين فقط، والآخر للصحافة الورقية، وغير للقصص المتلفزة أو الخاصة بالموبايل والصحافة الرقمية، فهل لنا نحن العاملون والعاملات في الاعلام الرسمي هذه التدريبات؟؟ حسنا لانريد تدريبات هل لنا سياسات نشر واضحة، أو خطة شهرية أو نصف شهرية؟ هل تعود موادنا الصحفية المرفوضة بهوامش تحمل ملاحظات من هيئة التحرير، لنتدرب من أخطائنا؟ أو لنعرف كيف أخطأنا؟؟

إن الإعلام مهنة كأي مهنة أخرى تحتاج صقل وتدريب مستمر ومواكبة لكل جديد نحن بعيدون عنه، هذا في حال نسينا مسألة الواسطات في التعيين، والنقل لأقسام التحرير.

إن مراسل الإخبارية إن كان عين بالواسطة فليست مسؤوليته وحده ذلك الخطأ الفادح الذي ارتكبه، وإن لم يتدرب على كيفية تناول الكوارث الإنسانية والتقصير الحكومي ليست مسؤوليته أيضاً، وإنما مسؤولية إدارته.

يواجه الصحفي الحكومي مهنته وحيداً، بلا عدالة وظيفية وبمستوى معيشي متدني، ودون تدريب، وبلا تقاليد عمل صحفي تمكنه من تطوير عمله.

أنا ابنة الصحافة الحكومية، لو كان الأمر بيدي لجعلت قلمي برجكتورا، لايضيء على مشاكل أهلي وناسي ومجتمعي فقط، بل يكشف مَن ورائها وسببها، أنا ابنة الصحافة الحكومية أنتمي لنقابة تدريباتها أقل من عدد أعضاء مكتبها التنفيذي ولا أعرف إن كان الجانب المهني من اهتمامها.

اقرأ أيضاً : الإخبارية السورية تسأل والد الضحايا “بتحب توجه رسالة؟”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى