أخر الأخبارالرئيسيةحكي شارع

كيف ينظر السوريون في الداخل إلى قرار عودة المغتربين؟

نصائح السوريين في الداخل لكل المغتربين الذين يريدون العودة.. توفر النقود شرط للحياة في سوريا

تروي “مايا” عن الصعوبات التي تواجهها مع عائلتها في تركيا، الأمر الذي دفعها للتفكير بالعودة إلى دمشق. إلا أن نصائح الأصدقاء لها بعدم العودة جعلتها في حيرة من أمرها، ما دفعها لاستشارة الناس في الفيسبوك.

سناك سوري _ دمشق

تقول “مايا” في منشورها بمجموعة خاصة في فيسبوك“. إن أصدقاءها أخبروها بأن دمشق باتت مدينة أشباح. والناس تبيع منازلها لأجل السفر، ما أخافها وجعلها وزوجها مترددان من خيار العودة.

وجاءت الآراء منطقية للغاية، وغالباً فإنها ستزيد من حيرة “مايا” أكثر من كونها ستدفعها لاتخاذ قرار حاسم. فمعظم التعليقات أكدت أن الحياة في دمشق جيدة بشرط توفر المال اللازم لمقومات الحياة من كهرباء وطعام ومنزل ومصاريف.

السوريون في الداخل من الواضح أنهم يمتلكون نظرة متشائمة نوعاً ما. وهذا مبرر بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد، ووصف بعضهم الحياة داخل سوريا بـ”المذلة”، مؤكدين أن شقاء الغربة أفضل.

مصاريف مضاعفة ربما يغلبها الحنين للعائلة

وتوجهت فئة أخرى إلى تذكيرها بما يتكبده الفرد من مصاريف إضافية وطاقات جسدية وذهنية مضاعفة، للبحث والتوفيق بين العديد من الأعمال التي سيعمل بها لتأمين مصاريف عائلته في سوريا.

والتي يرافقها أحياناً واجبات إنسانية وأسرية من قبل جيل الشباب اتجاه أهاليهم لا سيما من هم بأعمار متقدمة. إلا أن البحث عن حياة معيشية أفضل بات هاجساً يؤرق أفكارهم ويزيد من حيرتهم، مقابل خسارتهم لحياتهم الاجتماعية وأجواء الألفة التي اعتادوها.

شروط أساسية لضمان حياة مستقرة نوعاً ما

ونوّه قسم آخر إلى ما تشهده المحافظات السورية بالعموم من ارتفاع كبير بأجور وأسعار العقارات فيها، ويشمل الارتفاع معظم أساسيات الحياة أيضاً. إلا أنه ووفق المتداول فإن وجود منزل خاص أو وسيلة نقل وربما توفر الاثنين معاً، يكفل للمواطن العيش نوعاً ما حياة متوسطة بشرط توافر عمل بدخل جيد أيضاً.

وكان تقنين الكهرباء معضلة حقيقية حملت بعض النصائح. حيث أخبرها البعض بأنها تحتاج لتركيب طاقة شمسية بملايين الليرات. مع غياب الحلول بخصوص وضع الكهرباء حالياً.

“بيت ملك وسيارة دخل شهري لا يقل عن 5 ملايين”، يختصر “أنس” في تعليقه الوضع على “مايا” ويترك لها حرية الاختيار التي يجب أن تبنيها على ما تمتلكه بحال عادت. بينما يؤكد معظم المعلقين أن دمشق ليست مدينة أشباح والأمن جيد فيها.

بينما يشاركها “إياد” تجربته، ويروي كيف عاد من لبنان إلى سوريا عام 2020 مع زوجته وأطفاله كي لا يترك أهله لوحدهم. ليعمل في دوامين ويعيش معيشة متوسطة. ثم بعد ازدياد سوء وضع الكهرباء عاد ليسافر مرة أخرى. ويرى أن المعيشة في دمشق جميلة بشرط توافر النقود.

فما الحل أمام الراغبين بالعودة، في ظل تكدّس مسببات عدم البقاء حيث هم حالياً. وبين عشرات الأزمات التي تنتظره في بلده، وصعوبة إيجاد حلول لها؟

زر الذهاب إلى الأعلى