الرئيسيةحكي شارعيوميات مواطن

كان عاماً مليئاً بـ ” شو الدولة أمك خيت بيك “..

2019 تودع أيامها الأخيرة .. وإليكم بماذا امتلأ فيسبوك السوريين هذا العام

سناك سوري – سناء علي

لقد كان عاماً مليئاً بـ (قديش الدولار اليوم.؟؟  طلعت الأسعار!!، في غاز اليوم؟؟، إيمتى زيادة الراتب؟؟، وين في كازية فاتحة؟؟، فتحت المدارس وما معنا مصاري، إيمتى زيادة الراتب؟؟، تشكلت لجنة ضبط الأسعار!!، زادت الحكومة الراتب.. قصّت الحكومة نص زيادة الراتب، إجت الحزينة لتفرح، ما لقت لحالها مطرح).

قصص كثيرة تنافست على قطف اهتمام السوريين، واستحوذت على تفكيرهم، أهمها كان الوضع المعيشي، في ظل أوضاع اقتصادية سيئة، مقابل انحسار رقعة المعارك مقارنة بالسنوات الماضية، لتكون وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفيسبوك، شاهداً حياً على معاناة السوريين الكبيرة، ومتنفساً يكاد يكون وحيداً يعبرون فيه عن غضبهم، وسخطهم على ما آلت إليه الأحوال، ومن كان سبباً في تراكم الفقر والفساد، وغلاء المعيشة.

حبيبة ساسوكي ..

ورغم كل الصورة السوداوية التي تحيط بهم من كل الجهات، فقد تفاعل السوريون مع كل حدث، كل على طريقته، لتتصدر الكوميديا السوداء، والسخرية اللاذعة، المشهدَ الفيسبوكي، مع البقاء على تباين كبير في بعض القضايا كما حصل في صورة حبيبة “ساسوكي” في المقطع الكرتوني الشهير، والذي اضطرت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لتقديم اعتذارها عن الخطأ، بالرغم من مرور نفس المقطع أمام أعيننا منذ عشرات السنين، دون أن يعتذر أحد.( يمكن هداك الجيل لم ينخدش حياؤه وقتذاك، أو لم يكن هناك فيسبوك).

اقرأ أيضاً : نائب عن جدلية “صدر صديقة ساسوكي العاري”: صامدون رغم هذا الغباء!

عندما تخدش الحياء شجرة ..

وليس بعيداً عن خدش الحياء، برزت قصة “عشتار” والشجرة التي تم قطعها من منتصف وأسفل الهدف، بعدما أثارت منحوتة خشبية للآلهة عشتار “وهي عارية”، على إحدى أشجار “دمشق” عاصفة من التعليقات المتفاوتة ، ما اضطر القائمين على مشروع الرسم في مديرية الثقافة إلى التراجع عن الأمر “احتراماً للفكر المختلف عند الشعب” ..

اقرأ أيضاً : الحكومة تسترد الحياء المخدوش وتزيل “عشتار” العارية (طب كنتوا غطوها)

سنة مليئة بالتحديات ..

تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في حياة السوريين في هذه الأوقات العصيبة التي تمر عليهم.. حيث يستطيع أي متصفح للموقع الأزرق معرفة نوع الأزمة الجديدة التي تحل عليهم، إذ يسارع الجميع للإدلاء بدلوه، حيث بدأ العام الفيسبوكي السوري بتحدي العشر سنوات الذي كشف عن التغيرات الشكلية التي طرأت على وجوه السوريين، ليتطور الأمر بعدها إلى تحدي الحصول على جرة الغاز الميمونة التي جعلت البعض ينام على ظله واقفاً منتظراً دوره من بين الآلاف، عندما تفاجأت الحكومة كعادتها، بقدوم الشتاء في موعده المعتاد واقتربت الحرارة من معدلاتها المنخفضة، في نفس الفترة من كل عام.

اقرأ أيضاً: “منوصلكن ع طريقنا”.. سوريون يبادرون لمساعدة بعضهم في أزمة البينزين

الحكومة تتفاجأ دائماً ..

ولأنها تحب “الأكشن” ولا تحب لمواطنها الملل أو السأم .. فقد تفاجأت الحكومة مرة ثانية، بالعقوبات التي تفرضها الدول الغربية منذ العام الأول للحرب، فكانت أزمة البنزين الخانقة التي حاول المواطنون التخفيف من وطأتها عبر مبادرات عفوية، كان الفيسبوك عنصراً أساسياً فيها، عبر مجموعات فيسبوكية يتبادل أعضاؤها المعلومات عمن يملك سيارة ويسلك طريقاً محدداً ليقلَّ أكبر عدد من الناس على طريقه..

اقرأ أيضاً :“يالله عالبسكليت”.. مبادرة لفريق دراجات “طرطوس” للتخفيف من أزمة البنزين

“الطراطسة” والكهرباء

توالت الأزمات على السوريين، وبقي الموقع الأزرق الملاذ المفضل لديهم، ضمن الحد الذي سمح لهم به قانون الجريمة الالكترونية بطبيعة الحال (أحسن ما نكون بشي ونصير بشي تاني)، حيث نجحوا عدة مرات في تصويب بعض الأخطاء واعتذار الجهة المخطئة، كما حصل في الخبر الذي نشرته إحدى الجرائد الرسمية حول سرقة الكهرباء في “طرطوس” وما تسبب به العنوان من ردود أفعال، وغيرها من الأخطاء التي وقع بها الإعلام، ما يدل على تقدم الرقابة الالكترونية على ما سواها، وقدرة الوسائل الجديدة على صناعة رأي عام بات يسبق الوسائل التقليدية بأشواط بعيدة..

اقرأ أيضاً : صحيفة حكومية تعتذر عن عنوان حول “طرطوس” أثار جدلاً

هنت قد الدولة يا “ح باب”..

“الدولة أمك خيت بيك” الفيديو الذي تحول إلى أيقونة هاشتاغات العام 2019، بصوت همس بطله، وإيحاءاته الخائفة، ليجتاح الفيديو صفحات السوريين ويتفاعلوا معه بشكل كبير، ويتناقلوا عباراته في غير مكان، تعبيراً عن حالة الطلاق البائن التي يشعر بها قسم كبير من الشعب تجاه حكومتهم العتيدة، والتي حافظت على مكانتها الأولى في الاستحواذ على بوستات السوريين، من دون منازع، فاستحقت لقب نجمة النجوم وملهبة قلوب الجماهير، وجيوبهم على حد سواء.

جهود كبيرة بذلتها الحكومة لتبقى الوحيدة التي تشغل بال المواطن السوري، وتتصدر أحاديثه اليومية، يتذكرها عند كل انتظار …للبنزين والمازوت، للغاز والخبز، للسرفيس والراتب، وتتمحور حياته حول اجتماعاتها العظيمة وما تمخض عنها من قرارات ساهمت في العملية التنموية للمواطن السوري وعلى وجه الخصوص تنمية مهارات التدبير المنزلي، ووضع الخطط الجهنمية لإنهاء الشهر بأقل عدد ممكن من عدد المدينين، إضافة إلى تنمية أواصر القربى بين الناس بهدف توزيع الاقتراض على أكبر عدد ممكن من الأصدقاء والأقارب حتى لو كانوا من الدرجة العاشرة، فيما كانت مهارات النقد، والكتابة النقدية، أبرز ما اكتسبه المواطن من خلال أفعال الحكومة الغراء.

مسك الختام ..

يختم السوريين عامهم الفيسبوكي بتداول صور احتفالات الميلاد في “دمشق” وباقي المحافظات مع اختلاف في وجهات النظر بين مرحب بهذه الاحتفالات، وبين من يرى الأولوية بإيصال الكهرباء إلى المواطن أولاً قبل إيصالها إلى مقاعد الحدائق، قبل أن ترخي استضافة قناة السورية لإحدى المذيعات التي كانت تعمل في قناة “أورينت” سابقاً بظلالها على الصفحات الفيسبوكية، لتتبعها زيارة نوح زعيتر الميمونة إلى دمشق، فيما لا تزال بعض الأيام تفصلنا عن نهاية العام، ولا تزال الفرصة سانحة أمام “تريند جديد” يودعون به سنة 2019، على أمل أن يكون العام القادم مليئاً بـ “إنه آخر أعوام الحرب” .

اقرأ أيضاً : مذيعة قناة أورينت ضيفة صباح الخير عالسورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى