سيدات احتلنَ على الجوز بالفستق وأخريات قلّصن الكمية ..
سناك سوري – غرام عزيز
حددت “هنادي ابراهيم” من سكان قرية “الشيخ سعد” بريف “طرطوس” أجرة يدها لصناعة خمسة كيلو من المكدوس الجاهز للأكل بـ 1500 ليرة سورية يُضافاً إليها ثمن المواد التي تحتاجها الأكلة من باذنجان وفليفلة وجوز أو فستق حسب رغبة الزبون.
وتضيف “هنادي” خلال حديثها مع سناك سوري أنها وجدت في صناعة المونة فرصة عمل مناسبة تؤمن لها مصدر رزق جيد كونها غير موظفة حيث تعد الطلبات في المنزل و تقوم بتوصيلها للزبائن المتواجدين داخل مدينة “طرطوس” في حين تتنوع طرق التوصيل للمحافظات أو للمناطق الأخرى بالمحافظة حسب كل شخص فمنهم من يحضر لأخذها أو ترسلها مع أحد الأصدقاء.
كلفة صناعة المكدوس أصبحت اليوم تتجاوز قدرة الكثير من السوريين الذين كانوا يعدونها للمونة بكميات كبيرة وبالجوز حصراً بهدف التوفير لكن هذه العادة تغيرت بفعل ظروف الغلاء وانعدام فرص التوفير للكثير من أنواع المؤونة التي اعتدنا عليها، حسب ماتؤكده “أم علي” وهي ربة منزل فتقول:«قبل سنوات كنت أشتري مايقارب 50 كيلو من الباذنجان وكيلو جوز إضافة لحوالي 25 كيلو فليفلة لكني اليوم قلصت الكمية إلى النصف كما استغنيت عن الجوز الذي يتجاوز سعره 5500 ليرة سورية إلى الفستق».
اقرأ أيضاً: السوريون واستثمار “الباذنجان”: “وحياة عينك ما منسيبك”!
مؤونة المكدوس اليوم أصبحت مكلفة على الأسر السورية حسب حديث “محمد” رب أسرة مؤلفة من أربعة أشخاص موضحاً أن أسرته تحتاج مثلاً على الأقل لـ 50 كيلو باذنجان و 30 كيلو فليفلة و3 كيلو جوز إضافة لكمية مناسبة من الثوم والزيت اللازم للحفظ علماً أن سعر الباذنجان يتراوح بين 100-150 ليرة سورية وكيلو الجوز 6000 ليرة سورية والفليلفة الحمراء بـ 250 ليرة سورية في حين يصل سعر عبوة الزيت البلدي سعة ليتر واحد إلى 2000 ليرة سورية، ناهيك عن ثمن الغاز اللازم للسلق، أي أن الكلفة قد تتجاوز 30 ألف ليرة سورية وهو أمر مكلف بالنسبة لي فالراتب يادوب يكفي ثمن الطعام اليومي .
ولأن الحاجة أم الاختراع فقد اخترعت بعض السيدات طرقاً خاصة تمكنهن من تأمين هذا النوع من المؤونة بالحد الأدنى من المواصفات حسب ما أكدته لنا “إلهام” ربة منزل فتقول:«بدلاً من استخدام زيت الزيتون البلدي لحفظ المكدوس أستخدم زيت الصويا الذي يقل سعره كثيراً عن سعر الزيتون البلدي كما أنني أقوم بوضع كمية قليلة من الحشوة داخل حبة الباذنجان حتى أقلل من شراء مستلزمات الحشوة إضافة لاستخدام فستق العبيد بدلاً من الجوز، مشيرة إلى أن الطعم قد يتغير قليلاً لكنها لم تحرم أسرتها من المكدوس بالرغم من ارتفاع الأسعار.
زيادة سعر مكونات طبق المكدوس الذي يشكل وجبة رئيسية على موائد السوريين حولته إلى طبق أقل أهمية في ظل الارتفاع الكبير للأسعار التي لاتتناسب مع دخل المواطنين خاصة أصحاب الأسر الذين يتكلفون في كل عام مع بدء موسم المونة الكثير كونه يتزامن أيضاً مع تحضيرات المدارس والأعياد حتى أن كثيرين منهم يحاولون الحصول على قرض أو جميعة ليتمكنوا من تغطية نفقات هذا الشهر فهل يمكن لنا أن نحظى قريباً بقرض المكدوس؟
اقرأ أيضاً:سوريا: إمرأة ريفية تصدِّر المكدوس