الرئيسية

في مجتمع يخذل النساء: رصاص القتل يغلب صوت الضحية

رصاصة الشرف المزعوم: عندما تصبح الأسرة شريكاً في قتل النساء

وثق قاتل جريمته في مدينة “منبج” بينما يوجه الرصاص إلى صدر شقيقته، التي لم تجدِ توسلاتها له وتأكيدها بأنها بريئة، ليغدق عليها نيران بندقيته وسط جمهور من الناس، موثقاً جريمته بفيديو تم تداوله على نطاق واسع، (يعتذر سناك سوري عن عرضه لكمية العنف الموجودة فيه).

سناك سوري-دمشق

وبحسب الرواية المتداولة في وسائل التواصل، فإن هذه الشابة إلى جانب شابة أخرى، إحداهما من مدينة منبج والثانية من ريفها، تم اختطافهما على يد مجموعة من تجار المخدرات لعدة أيام قبل أن يتم إطلاق سراحهنّ، ليتم قتل واحدة من قبل والدها والثانية من قبل شقيقها بداعي “الشرف“، عوضاً من إنصافهنّ بالعدالة ممن اختطفهنّ.

يحدث هذا بينما تمرّ البلاد في دوامة عنف شديدة على امتداد المدن السورية وسط تفاوت في مستوى العنف، الذي يقع بالدرجة الأولى على النساء اللواتي لا يبدو أن معظمهنّ يمتلك حولاً أو قوة في مجتمع يمنح الذكر السلطة المطلقة على سائر النساء في عائله.

185 ضحية خلال أقل من 3 سنوات

وما جرى في منبج ليس حالة معزولة، ففي عام 2022، وثّقت منظمة “سارا” وقوع 38 جريمة قتل بحق نساء في شمال شرق سوريا وحده، وفق ما أكدت آرزو تمو، الناطقة باسم المنظمة لـ”سوريا على طول“، متوقعةً ارتفاع عدد الضحايا خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي.

كما سجلت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، بالتعاون مع منظمتي “مساواة” و”سارا”، ما لا يقل عن 185 جريمة قتل لنساء وفتيات بذريعة “الدفاع عن الشرف” بين مطلع عام 2019 وتشرين الثاني 2022، بالإضافة إلى مقتل ما لا يقل عن 20 امرأة أخرى نتيجة العنف المنزلي.

وخلص التقرير إلى أن الفلتان الأمني، وغياب سيادة القانون، وانتشار السلاح بين المدنيين، إلى جانب التطبيع مع ثقافة العنف ضد النساء، جميعها عوامل ساهمت بشكل مباشر في تصاعد هذه الجرائم، مشيراً أن هذه الظاهرة تفاقمت مع تصاعد حدة النزاع السوري، حيث تحوّل العنف ضد النساء إلى مشهد متكرر لا يثير إلا القليل من المساءلة أو المحاسبة.

وبينما تبقى النساء هنّ الحلقة الأضعف في دوامة الحرب والعنف، يبقى غياب العدالة الحقيقية وتجاهل حقوق النساء سبباً رئيسياً لاستمرار هذا النزيف المفتوح في المجتمع السوري.

 

زر الذهاب إلى الأعلى