الرئيسيةيوميات مواطن

في عيد الصحافة السورية.. هيا نغني “سنة حلوة يا جميل”!

كلما كانت الصحافة بخير كان بلدنا بخير أكثر.. فهل صحافتنا بخير؟

سناك سوري-رحاب تامر

لم يفوت رئيس اتحاد الصحفيين “موسى عبد النور” الفرصة لشكر الإعلام السوري والإعلاميين على انتصارهم في الحرب التي تعيشها البلاد منذ أكثر من 7 أعوام، “عبد النور” نفسه كان قبل يومين فقط قد فضل عدم التعليق على حادثة اعتقال الزميلين “عمار العزو” مدير المكتب الصحفي في محافظة “حلب”، و”عامر دراو” المراسل الميداني لعدد من وسائل الإعلام، اللذان لا يحتفلان اليوم مع بقية الصحفيين والمسؤولين في القاعة الملكية بـ”مدينة الجلاء” الرياضية في العاصمة “دمشق”، إنهما هناك بإحدى الزنزانات المنسية.

“عبد النور” حينها لم يكتفِ بعدم التعليق بل طلب من محرر موقع “هاشتاغ سيريا” الذي أجرى الاتصال معه ألا يذكر أنه تكلم معه أصلاً.

اقرأ أيضاَ: سوريا: توقيف صحفيين سوريين ادعى عليهما قيادي بعثي

وانطلقت الاحتفلات والليالي الملاح تجامل هذا الصحفي المسكين، الذي ربما آخر همه مثل هذه الاحتفالات الإعلامية، إنه يبحث عن شيء آخر، ربما زيادة تعويضات أو رواتب، ومتطلبات كثيرة يخجل أصلاً أن يقول بإنه لا يمتلكها.

ما علينا “الرفاق” كانوا حاضرين أيضاً، لقد أشادوا بالصحفي الذي انتفخ صدره كثيراً قبل أن تنفسه متطلبات الحياة بعد إنتهاء الحفل الذي لم يحصل من خلاله حتى على قطعة كاتو، قد كان المدعويين مقتصرين على الطبقة المخملية من الإعلاميين كما يبدو.

حب الوطن والوطنية من وجهة نظر الرفاق لم تكونا غائبين أبداً عن الاجتماع، لكن أحداً لم يتحدث عن الزميلين المعتقلين، أحداً لم يقل إن الصحفي السوري بحاجة لزيادة رواتب، أحداً لم يذكر قرارات التضييق التي تصدر بحق العمل الصحفي بشكل يومي من قبل الدوائر والمؤسسات الحكومية.

الصحفي السوري الذي قطعوا لسواد عينيه قالب الكيك اليوم، تُغلق في وجهه الأبواب وينتظر موافقة الوزير حتى يحصل على تصريح مدير دائرة حتى ولو كانت على الهامش، ويمشي في الشارع أحياناً وهو خجل من بطاقته التي لا يستطيع من خلالها الحصول على معلومة فكيف بأولئك الذين يعملون من دون بطاقات!؟.

اقرأ أيضاً: جامعة دمشق تمنع الإعلاميين من الدخول إلى “المدينة الجامعية”

أحداً لم يتحدث عن ضعف اتحاد الصحفيين وعدم تعاطيه مع قضايا الإعلاميين أو الدفاع عنهم، هو يتركهم لمصيرهم مستمراً بسياسة عجائبية لا سبيل لفهم الغاية منها بالخضوع والاستسلام، في شهر كانون الأول من العام الفائت وخلال اجتماع الصحفيين أكد “عبد النور” أن الاتحاد يناقش آليات نيل الصحفيين العاملين في المواقع الالكترونية والعاملين على نظام البونات والاستكتاب لعضوية اتحاد الصحفيين، اليوم مضى على هذا الكلام 9 أشهر دون أن نلمس أي تطبيق له، أساساً لم يكن سوى تصريح صحفي لتعبئة الجرائد الرسمية اليومية وحشوها بالكلمات.

اليوم يحصل الصحفي السوري في المؤسسات السورية على راتب قدره 80 دولار في أحسن الأحوال، و20 دولار في أدناها، الصحفي السوري مهضوم الحقوق كيف سيستطيع تفعيل دوره كسلطة رابعة ومساعدة المواطنين على تحصيل حقوقهم في الوقت الذي لا يستطيع تحصيل حقوقه، ربما هي سياسة عامة لفرملة اندفاع طموح الصحفي خصوصاً نحو مكافحة الفساد التي تتاجر الحكومة بها كمصطلح إعلامي بين الحين والآخر.

في هذا اليوم ربما علينا أن نوجه التحية للصحفيين السوريين المغيبين، للصحفيين السوريين الذين وضعوا المواطن بوصلتهم، لأولئك الذين يناضلون من أجل إيصال صوت الناس والحقيقة، لأولئك الصحفيين الذين يتعاملون مع المسؤول على أنه موظف لخدمة الناس وليس آلهة يجب تمسيح الجوخ لها، في هذا اليوم علينا ننطلق قبل الغد للنهوض بحال الصحفي السوري والصحافة السورية، فكلما كانت الصحافة بخير كان بلدنا بخير أكثر.

اقرأ أيضاً: في عيد الصحافة السورية.. المسؤول يأكل “الكيك” والإعلامي يتحسر!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى