إقرأ أيضاالرئيسيةسناك ساخن

في “عربين” … دموع المغادرين تطوي صفحة العودة

“الغوطة الشرقية” تطوي صفحة الحرب و”جيش الإسلام” نحو تفاوض يفضي إلى أن يكون فيها الشرطي

سناك سوري – الغوطة الشرقية

بدموع حجبت عنهم آخر المشاهد التي يمكن أن يرونها لمنازلهم، وشوارعهم المليئة بالركام، تستعد دفعة جديدة من المدنيين والمقاتلين مغادرة “عربين” جنوب “الغوطة الشرقية” بموجب اتفاق مع “روسيا”، ما سيؤدي في حال إتمام تنفيذه إلى إحكام سيطرة القوات الحكومية على هذه المنطقة.

وتقترب “القوات الحكومية” بالسيطرة التامة على الغوطة الشرقية” آخر معاقل الفصائل الإسلامية المسلحة قرب “دمشق” بعد حصار محكم فرضته منذ العام 2013، وحملة عسكرية عنيفة بدأتها في 18 شباط الماضي بمساندة عسكرية كاملة من “روسيا”، التي استلمت زمام التفاوض وخروج المسلحين وعوائلهم، بدأته مع فصيلي “حركة أحرار الشام” في مدينة “حرستا”، و”فيلق الرحمن” في “جنوب الغوطة الشرقية”، إلى اتفاق اجلاء للمقاتلين والمدنيين إلى “إدلب”، فيما لا تزال المفاوضات مستمرة بشأن مدينة “دوما”، معقل “جيش الإسلام” الذي له خصوصية بالتفاوض.

يقول “حمزة عباس” لوكالة “فرانس برس”: «تخرج الناس إلى بلاد غير بلادها، لم يعد لديها مال أو منازل أو حتى ملابس ليأخذوها معهم نتيجة القصف”، لقد قررت مغادرة الغوطة، فكيف بإمكاني أن أعيش مع شخص قتل أهلي وأصدقائي، ومع من دمرني ودمر مستقبلي». (لم تكن حالة “حمزة” إلا حالة عامة بين كل المتواجدين وسط شارع يشهد على قوة المعارك التي جرت، والركام الذي سدّ عدداً من المداخل، لكنها مدينته التي يحب، والخروج منها رغم كل ما قال هو الذهاب إلى الجحيم)

“عباس” الذي كان متواجداً مع عشرات المقاتلين والمدنيين في “عربين” صباح الأحد وسط حالة من الحزن الشديد، حيث كانوا قد وضبوا ما أمكنهم من حاجياتهم في الحقائب وأكياس من القماش، قبل أن يستقلوا أولى الحافلات في طريقهم إلى “حرستا”، نقطة التجمع قبل الانطلاق الى مناطق الشمال.

اقرأ أيضاً “ندى” ترسم منزلها في “عربين” وتحلم بالعودة إليه

وتعد هذه القافلة الثانية التي يتم إجلاؤها من “عربين” والبلدات المجاورة تحت سيطرة “فيلق الرحمن” غداة قافلة أولى نقلت نحو ألف مقاتل ومدني من المنطقة.

ومن المقرر بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه إجلاء نحو سبعة آلاف شخص من “زملكا” و”عربين”، و”عين ترما”، و”حي جوبر” الدمشقي، في عملية قد تتواصل خلال اليومين المقبلين.

وقدرت “دمشق” عدد الذين غادروا من بلدات ومدن “الغوطة الشرقية” منذ نحو أسبوعين بأكثر من 107 آلاف مدني عبر الممرات الآمنة التي حددتها الحكومة السورية.

في غضون ذلك، ما زال مصير مدينة “دوما”، كبرى مدن “الغوطة الشرقية” مجهولاً مع انتظار المفاوضات التي تجري مع الروس. ويرجح “المرصد السوري لحقوق الانسان” أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق يقضي بتحويلها الى منطقة “مصالحة” على أن تعود إليها مؤسسات الدولة، مع بقاء مقاتلي “جيش الإسلام” من دون دخول القوات الحكومية.

أيام قليلة وتطوى صفحة “الغوطة الشرقية”، وتطوى معها أحلام وذكريات الناس المغلوبين على أمرهم والذين سلخوا من ماضيهم وحاضرهم دون أن يعرفوا ما هو مستقبلهم.

اقرأ أيضاً الغوطة الشرقية.. تقترب من طي صفحة الحرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى