الرئيسيةيوميات مواطن

في حلب: أحياء الفقراء تشبه قاطنيها

ورشات الخدمات تجوب أحياء الأغنياء يومياً، وللأمانة تمر في الذهاب والإياب من أحياء الفقراء.

سناك سوري – متابعات

تجوب ورشات القطاعات الخدمية في مدينة “حلب” الأحياء الراقية ليل نهار، من أجل عيون وجيوب القاطنين فيها، وحل كل ما يعكر صفو خاطرهم، فيما يغرق سكان الأحياء الفقيرة الملاصقة بمياه الصرف الصحي التي وجدت مستقراً لها بروائحها العطرة في الشوارع المحفرة، ما يجعل الحياة في هذه الأحياء زفتاً على زفت.

تقول صحيفة “الجماهير” الحلبية المحلية عن واقع الأحياء الشعبية: «شوارع غارقة في المياه، ورائحة كريهة تفوح في أرجاء المكان، نتيجة إغراق مياه الصرف الصحي لعدد من المناطق والأحياء الشعبية، لا يستطيع السكان السير في الطرقات، فالمياه المتجمعة نتيجة لوجود مشاكل في الصرف، تعوق السير، خاصة أن بعض هذه الأماكن، تم تصميم نظام الصرف بها ليستوعب عدداً محدوداً من السكان. فيما ورشات الصيانة والتزفيت التي تتبع للقطاعات الخدمية تجوب الشوارع الراقية ليلاً ونهاراً بوتيرة عالية وهمة وعزيمة، لكنها في الوقت ذاته تغض الطرف عن تلك الأحياء “العشوائية”».

الشباب المتفائل في بلدية “حلب”، وكالعادة يقوم بصيانة المحاور الرئيسية التي تربط بين أحياء المدينة، من “دوار الحاووظ” في “باب النيرب”، إلى دوار “قاضي عسكر”، ومنه إلى “دوار الصاخور” مرورا بـ”دوار الشعار”، ولكنهم يغضون الطرف عما يشاهدونه أثناء مرورهم من أمام الأحياء التي تعرضت للتهديم والخراب، والتي يسكنها أحياء خرجوا من الحرب أحياء، فهؤلاء ليسوا من طينة واحدة مع أولئك القاطنين في البنايات الشاهقة التي لم تصيبها رصاصة واحدة خلال سنوات الحرب. (في فرق كبير بالجنسيات)

اقرأ أيضاً ترميم الجامع الأموي في “حلب” يتم على قدم وساق

«هل البلدية تخلت عن تلك الأحياء ولا تعترف بتبعيتها لها» سؤال طرحته الصحيفة، وأكملت: «شوارع تحتاج الى حملة من الصيانة الشاملة لتزفيت الحفر الموجودة داخل الأحياء والشوارع الرئيسية والفرعية، وإعادة تأهيل الأرصفة، وذلك بهدف إغلاق الحفر بالشوارع وإصلاح التشققات الناتجة عن هطول الأمطار، وإعادة الشكل الجمالي للشوارع الرئيسية».

الحلبيون الصامدون في هذه الأحياء المنسية، رغم كل ما أصابهم من خسائر في الأرواح والأنفس والممتلكات، يعتزون بسكنهم وذكرياتهم فيها، و«ليس لديهم استعداد لاستبدالها بمناطق أخرى، يعيشون حياة طبيعية، دون ملل أو اعتراض على ظروفهم المعيشية المتواضعة، وغير مكترثين بنظرة بعض الناس تجاه أحيائهم الشعبية الفقيرة». فهل يأتي اليوم لتتعرف عليهم “حكومة الاطلاع على أرض الواقع” دون أي نتيجة على الأرض، أم أنها ستبقى خارج مخططاتهم لـ”إعادة الإعمار” التي صرعوا فيها أهالي “المريخ” الشقيق.

اقرأ أيضاً “حلب” في عيون حكومة “خميس”، وذاكرتها العاطفية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى