في اليوم العالمي للشاي.. “خمر المؤمنين” رفيق الصغير والكبير
في حمص لا فطور بدونه وباللاذقية رفيق الفلاحين.. خبرونا عن طقوس شرب الشاي لديكم؟
يصادف اليوم العالمي للشاي، اليوم 21 أيار، وهو المشروب الذي يرافق أوقات السوريين. إذ لا تخلو جلساتهم من “خمر المؤمنين” كما يُلقب المشروب الشعبي. وتختلف طقوس تحضيره وشربه من محافظة لأخرى.
سناك سوري- مراسلون
يتربع الديريون على عرش “شريبة” الشاي، أو كما يُنطق بالديرية “الجاي”، يصل محبوه لمرحلة تقديسه، حيث لا يفارق كأس الشاي عامر المحمود (52) عاماً. اعتاد الرجل احتساءه منذ الصغر ولا يعترف بمضاره على صحة الإنسان. ” قليلهُ حرام وكثيره حلال” يقول عامر لسناك سوري عن حبه له.
الشاي رفيق الحماصنة
يرافق “الشاي” جلسات سمر الحماصنة ويشربونه بعد الغداء، إذ أن طقوس تقديمه بعد الغداء يتشارك فيها العديد من المحافظات السورية، ولا تخلو موائد الفطور منه.
يحتل الشاي عند عائلة “نسيم” (٢٧عاماً) مقاماً رفيعاً في تفاصيل يومهم. فطقوس شرب الشاي لها خصوصيتها الاجتماعية والثقافية والترفيهية لدى عائلتها.
«فلا فطور بدون شاي» تقول نسيم لسناك سوري، وبالنسبة لها لا يمكن التلذذ بطعم الزعتر واللبنة دون رشفة شاي تضيف مذاقاً ونكهة لذيذة معهما.
يُكمل المشروب الشعبي رحلته مع العائلة للفترة التي تلي تناول الغداء. حيث يحلُّ الشاي مع القرفة ضيفاً مُنتظراً وضرورياً على الطاولة مع أنواع مختلفة من البسكويت في أيام العز.
وفي سهرة يوم الخميس يحضر الشاي فهو أول المدعوّين “لجلسة الكيف” بالنسبة لعائلة الشابة التي تجتمع لمشاهدة فيلم أو مسلسل ما، وتحرص العائلة على شرب الشاي المُنكّه بالرمان أو الليمون كنوع من التغيير عن المعتاد.
تلفت نسيم لسناك سوري أن من طقوس الشاي لدى الحماصنة «تقديمه للضيوف بعد القهوة والتحلية». حيث تبدأ عند تقديم الشاي مراسم الزيارة الفعليّة و”القعدة على رواق” كما تصفها الفتاة مع المشروب الشعبي.
أقرأ أيضاً: المتة والشاي أصدقاء الغالبية في ليالي الشتاء.. والبعض يلجأ لـ حليب السباع
الشاي رفيق ذكريات الشوام
تكسر السيدة أم علي (53) عاماً كل الأعراف والطقوس المعتادة لدى غالبية الناس الذين يشربون الشاي. فهو رفيق كل الأوقات على حد تعبير السيدة.
تشرح “أم علي” لسناك سوري طقوس أهل الشام في شرب الشاي: «عندنا في الشام يوجد طقس مقدس للشاي. أتذكر أن للشاي حصة كبيرة من تاريخي حيث رافقتني محبته منذ أن كنت صغيرة في بيت أهلي، كانت عائلتي تجعل من الشاي حدثاً مهماً. تجتمع العائلة وتبدأ بتوزيع الشاي على الجالسين، الجميل في الأمر أن وجوههم كانت تشع فرحة بمجرد رشفهم أول شفّة من الكأس».
تلفت السيدة أن شرب الشاي ارتبط ارتباطاً وثيقاً في ذكرياتها خلال أيام الدراسة: «كنا أنا وأخي الأكبر نجلس لندرس واضعين أمامنا إبريق الشاي. وكلما كادت أن تنتهي كاستنا نلحقها بالأُخرى».
اكتشفت السيدة بعد زواجها أنها تتشارك مع زوجها عشق الشاي فجملته المعتادة بعد الغداء: «ايييه على كاسة شاي نهضم فيها هلأ».
أقرأ أيضاً: صفقة شاي فاشلة تُخسِّر سوريا قيمة 2000 طن من المسؤول؟
ريف دمشق الشاي رفيق العمل
يستهلك المهندس “سامي “(32) عاماً حوالي كيلو غرام من الشاي كل شهر. لا يرى المهندس الشاب الشاي مشروباً عادياً وإنما “رفيق العمل” فيما تتأثر إنتاجيته بالمشاريع الهندسية التي يصممها إذ غابت كاسة الشاي عن طاولته على حد تعبيره.
ورث الرجل حب الشاي عن والده، خاصةً خلال العمل فاقترن العمل بوجود إبريق من الشاي. يشير الرجل لسناك سوري «لأهمية لون ودرجة الحلاوة فيه فليس أي شاي هو الشاي المطلوب».
أقرأ أيضاً: في دير الزور.. السكر بالواسطة والأهالي بدأوا بتقنين الشاي!
المتة تاج رأسها للشاي.. في اللاذقية
يتّفق حيدر (٣١) عاماً مع معظم أهل الساحل السوري في حبهم للمتة، معتبراً أنها المشروب المفضل له، ولا تقترن بطقوس معينة بل يشربها مع كلّ شيء. على عكس الشاي والقهوة، يقول الشاب: « المتة ست الكل، الشاي تحصيل حاصل، ممكن أشربها مع الفطور، غير هيك ما بتخطر ببالي، وطعمتها كتير بشعة».
بالمقابل تكتسب الشاي أهمية كبيرة في الريف الساحلي. إذ حتى لو كانت المتة هي المشروب المفضل. فإن الشاي رفيقة العمل بالأرض، حيث لا يمكن أخذ استراحة طويلة لشرب المتة. بخلاف الشاي التي تأخذ وقتاً أقل للفلاحين العاملين بالأرض.
حيث ترافق الشاي موسم جني الزيتون وزراعة التبغ، كما يقول “علاء” 36 عاماً من ريف جبلة. ويضيف لسناك سوري «نعمل بالأرض خلال موسمي التبغ والزيتون من الصباح وحتى المساء. نحتاج أوقات راحة غالباً ما يرافقنا فيها إبريق الشاي، وغالبيتنا يفضلها حلوة».
أقرأ أيضاً: المنتجات السورية في أسواق العالم المتة في مقدمتها
الحلبية .. الشاي من المشروبات التاريخية
يربط الشاب “محمد سيجري” (21) عاماً تاريخ حلب بالشاي. فالمشروب الشعبي لم يغِب عن بيوت الحلبية منذ القدم وهو المشروب الأساسي لهم.
يقول محمد لسناك سوري «لا يحب الحلبية الشاي الخفيف أو الثقيل جداً بل يفضلونه متوسطاً يميل إلى الثقيل قليلاً»
ويشير الشاب أن الحلبية يقدمون الشاي كضيافة ويوضع السكر بجانب إبريق كي يضع الشخص حسب ما يريد من السكر. كما أنهم يطعمون المشروب بعدة نكهات، مثال الهال والقرفة والنعنع أو الليمون. كل بحسب رغبته.
ماذا عنكم هل تحبون الشاي؟ وما طقوسكم وعاداتكم في تحضير وشرب الشاي؟