الرئيسيةشباب ومجتمعيوميات مواطن

“فداء” البائع الصغير يعيل عائلته ويتكفل بمصاريف سكنها

ابن العشر سنوات غادر مدرسته والتحق بسوق العمل من أجل عائلته

سناك سوري – رهان حبيب

يتجول “فداء” الطفل ذو العشر سنوات حاملاً البسكويت يبيعه و يساعد في جمع إيجار المنزل، متصدياً لفقر أسرته بعمل بسيط يسرق طفولته مقابل بضع ليرات.
أنا لست شحاداً اشتري مني البسكويت وادفعي الثمن هكذا قال “فداء” عندما أعطته زميلتي مئتي ليرة، موضحاً أنه لايشحد لكنه يعمل لجمع إيجار منزله مع أهله.

يقول “فداء” لـ سناك سوري: «في السادسة صباحاً أخرج معي علبة “اللافيتا” أجول فيها من أمام منزلي باتجاه المنطقة الصناعية، ألبس قبعة وسترتي لا أنادي ولكن أسأل من يشتري ولم أقبل غير ثمن ما أبيع».

عمل الطفل الذي يضطر لمثله أطفال كثر في ظل ظروف الحرب التي تمر بها البلاد لترك مدارسهم للمساعدة في تأمين احتياجات أسرهم حيث يؤكد “فداء” أنه يعمل ليساعد أبوه وأخوه الذي يصغره بسنتين في تأمين إيجار المنزل البالغ  15 ألف ليرة سورية كي لايطردوا منه لافتاً إلى أنه  منذ شهرين داوم ثلاثة أيام في المدرسة فقط .

اقرأ أيضاً في سوريا الطفلة سيلفا أحمد .. سائقة تركس محترفة

حزن “فداء” على فراقه لمدرسته بدا واضحاً على وجهه الصغير وكلامه الكبير وقال: «خرجت لأجمع ما أستطيع من المال وكنت سأعود إليها، أرى رفاقي في الصف يومياً وكثير ما يسألون متى ستعود ولا أعرف ماذا أجيب».

بين شوارع المدينة المنطقة الصناعية والملعب البلدي يجول الطفل باحثاً عن رزقه في الصيف والشتاء و في المساء يتشارك مع أفراد أسرته متعة وجبة طعام  والتي قد لاتحدث إلا كل عدة أشهر مرة واحدة وهنا يقول: «عدت جائعا معي ١٥٠٠ ليرة ومع والدي ٢٠٠٠ وأخي مثلي أخذها والدي وأحضر لنا فروج مشوياً، لأننا لم نتذوقه منذ زمن وفي اليوم الثاني كان العشاء بضع حبات من الزيتون».

الطفل الذي راقبني أكتب قال لي أرغب في العودة للمدرسة، عندما يتمكن والدي من تأمين الإيجار ومصروفنا وعلاج أمي، أتمنى أن أتعلم معهم ما فاتني.

اقرأ أيضاً: الأمن الجنائي يوقف ناشط مدني في “اللاذقية” أعاد أطفال الشوارع إلى المدرسة

أحلام الطفولة التي تراود “فداء” غير ممكنة التحقيق حالياً فهو لا يتمكن من الجلوس على مقعد في الملعب لمشاهدة مباراة لكنه يتجول بين الجمهور يبيع مايمكن، لكن حلماً بسيطاً بحمل كاميرا ولو لمرة واحدة حققه خلال إحدى المباريات بمسك كاميرا المصور “رامي أبو عساف” الذي كان يصور اللاعبين أثناء المباراة.

“فداء” مثال حي لواقع الطفولة التي دخلت دائرة العمل خلال الحرب والتي ماتزال تتسع في ظل غياب دور واضح وحقيقي للحكومة والهيئات الاجتماعية والأهلية حيث ماتزال حتى اليوم المنطقة الصناعية والمحلات والشوارع وحتى مكبات النفايات تعج بالأطفال من مختلف الأعمار الذين ليس لديهم سجلات في الشؤون الاجتماعية ولاحتى التربية، لكنهم موجودون وبقوة في كل المناطق شاردون تائهون يكبرون على عيب مجتمعهم والعيب زائد إن لم يعالج.

اقرأ أيضاً “عساف” طفل سوري يبيع “الغزلة” في “تركيا” ليصطحب شقيقه في عطلة صيفية!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى