عن الغوطة الخضراء التي حولتها الحرب إلى صحراء قاحلة
![](https://snacksyrian.com/wp-content/uploads/2018/03/بساتين-الغوطة-الشرقية-1.jpg)
سهول الزبداني فقدت 455 ألف شجرة مثمرة و60 بالمئة من بساتين الغوطة تعرضت للضرر
سناك سوري-متابعات
على امتداد الطريق المؤدي إلى منزله في إحدى قرى الغوطة الشرقية بريف دمشق يستذكر “أبو شاكر” العائد بعد طول غياب منظر الأشجار الخضراء التي كانت تزين الطريق وتمنح المارين عبره شعور الهدوء والطمأنينة وراحة البال، ويتحسّر على تلك الظلال الوارفة التي جارت عليها الحرب وتعدى عليها منشار التجارة تارةً والباحثين عن حطب للدفء تارةً أخرى.
بقايا أشجار الغوطة وبساتينها الخضراء تقف اليوم تذكّر بما كانت تتمتع به هذه المنطقة من صفات الإنتاج فهي كانت مملكة لإنتاج الفاكهة السورية والخضار والتوت الشامي والذرة الشامية لكنها اليوم لاتضم سوى جذوع محروقة وشجيرات تحمل ثمرات متناثرة بعد أن تعرض 60 بالمئة من بساتين الغوطة الشرقية للضرر حسب تصريح مدير زراعة ريف دمشق للوطن “علي سعادات”،في حين ماتزال عمليات حصر الأضرار مستمرة، موضحاً أن المنطقة الوحيدة التي تم حصر أضرارها هي سهل الزبداني الذي فقد 455 ألف شجرة مثمرة.
السكان العائدون للغوطة عادوا لممارسة نشاطهم الزراعي بمساعدة جهات حكومية ومنظمات حيث تم توزيع 400 ألف شتلة من البندورة والخيار والكوسا والفليفلة في قرى “سقبا وكفربطنا وحرة وجسرين وزملكا وعربين وحرستا ودير العصافير والمليحة” في حين سيتم توزيع 2500 حديقة ومستلزماتها من شتول وأسمدة وغيرها على 54 قرية في مناطق “ريف دمشق” من خلال المشروع الوطني لإعادة الحياة لأراضي ريف دمشق حيث تكون المساحة أقل من دونم أرض ويستهدف العوائل المقيمة، مع العلم أنه تم توزيع 360 حديقة لحران العواميد و1000 حديقة لمنطقة القطيفة و180 للكسوة و206 للحرمون و163 لرنكوس و151 للتل و125 للكسوة.
مزارعو الغوطة العائدون إلى حقولهم وبساتينهم بدأوا زراعة ماخربته الحرب ومنهم من تجاوز مرحلة الإنتاج للاستهلاك الذاتي فهل تعود ثمار الغوطة ومنجاتها لملء أسواق “دمشق” كما كانت قبل الحرب.