الرئيسيةرياضةسناك ساخر

عزيزي اللاعب … أنت لست ميسي

عزيزي المدرب: شو عم تعمل يا بني آدم

سناك سوري – بلال سليطين

عزيزي اللاعب المهم الخارق المبدع الاستثنائي الأفضل في دورياتنا المحلية والعربية والأوروبية وبين المنتخبات العالمية، عندما تكون في الملعب….. الملعب ليس صفحتك على انستغرام وليس مساحتك الخاصة، وأنت لست عارض أزياء ولا مانيكان للتيشيرت الذي ترتديه وعليه شعار شركة معينة.

هل ترى الكاميرات التي حول الملعب، إنها ليست موجودة لكي تنقل للجمهور تحركاتك في الملعب ولا تسريحة شعرك، ولا حتى لونه أو طوله، وبالمناسبة حتى “البصاق” ليست موجودة لتنقله لنا مع أنها تصوره لذلك “انتبه منيح وانت عم تبصق كمان”.
هل ترى اللاعبين الآخرين في الفريق إنهم ليسوا في الملعب من أجلك، وليست مهمتهم أن يعملوا لخدمتك وأنت تعمل لخدمة نفسك.

أتعرف تلك الفتاة التي قلت لها لدي مباراة اليوم الساعة 8 احضريها وشاهديني، إنك لن تكون مهماً بالنسبة لها إذا شاهدت استعراضك وفي المحصلة خسرت المباراة وفتحت السوشل ميديا ورأت الجميع ينعتوك بـ “الأناني” (وممكن تتجاهل كل هالحكي إذا كانت من جماعة عريس بالإيد أحسن من كل حكي السوشل ميديا).

اقرأ أيضاً: نحنا عنا أجمل بلد بالعالم – بلال سليطين

هل تعرف لعبة كرة القدم!!!، إنها ليست نظام سياسي في القرون الماضية تقوم على “الزعيم الفرد الخارق”، وتمجده وترفع من شأنه وتصفق له، ويرى الفرد فيها أنه البطل الأوحد القادر على فعل كل شيء.
هل سمعت يوماً بكشافي المواهب، إنهم لا يبحثون عن لاعب يحل محل فريق، بل يبحثون عن لاعب ضمن فريق، يلعب معهم يشاركهم ويشاركونه لتحقيق الفوز، لذلك عندما يشاهدونك غالباً سيغضون النظر عنك.

هل تعرف كرة القدم، نعم تلك التي تحركها بقدميك، إنها ليست لك وحدك وتشاركها مع الآخرين عندما تكون مضطراً، فمثلاً لا يجب عليك أن تبدأ مراوغتك من منطقة جزاء فريق حتى بعد منتصف الملعب وفي النهاية تمررها لزميلك عندما يحاصرك الخصوم من كل جهة، فتكون تمريرتك أبعد عن زميلك من خط الاستواء، بل هي لتلعب فيها مع زميلك تمررها له ويمررها لك ليس في الحالة الاضطرارية، بل من الضرورة أن تمررها في إطار جماعي.

هل حلمت يوماً بالاحتراف وتحويل كرة القدم إلى مصدر دخل عالي!!! إذا أردت تحقيق حلمك فتوقف عن الظن أنك ميسي في منتخبنا الوطني! فميسي الذي تريد أن تكونه لا يحتفظ بالكرة إلا للضرورة ولا يلعب وحيداً بالملعب، بل أصبح أفضل لاعب في العالم لأنه يلعب للفريق ومع الفريق، من يدري ربما تصبح يوماً مثل ميسي ومثل محمد صلاح وكريستيانو رونالدو لو فكرت كيف تلعب مع الفريق وليس كيف تلعب لوحدك.

اقرأ أيضاً: الحل بإلغاء كرة القدم من سوريا!؟

هل درست في مدارسنا المبدعة وتربيت في بيئتنا “الوائدة” لروح الجماعة!!! انسى ماتعلمته فيها، فالفرد الذي علموك أنه قادر على فعل كل شيء وحيداً غير موجود لا في الحقيقة ولا في عالم كرة القدم ، فالانتصار بالجماعة وما الفرد إلا لخدمة الجماعة ومهما كان مبدعاً فهو إن كان مسؤولاً فهو مسؤول عن خدمة الشعب مع فريقه بالحكم، وإن كان جزء من فريق فكل إبداعه يتجلى في نجاح الفريق ليس بنجاحه لوحده في إظهار أنه يعرف، بل في إظهار كيف يمكنه توظيف مايعرفه مع مجموعة العمل.

وبالمناسبة عزيزي المدرب إن كنت لا تستطيع تغيير عقل اللاعب لتجعله جزءاً من فريق فاستقل خير من أن تقول له وهو في أرض الملعب “شو عم تعمل يا بني آدم” فهذا الكلام يجب أن تقوله لنفسك.

اقرأ أيضاً: منتخبنا الأولمبي بأداء سلبي يتعادل مع اليمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى