
رسائل ماجستير ودكتوراه فارغة المضمون وبلاقيمة علمية تحصل على معدلات عالية جداً
سناك سوري – متابعات
على مقربة من الحرم الجامعي، فتحت مكتبات صغيرة تحت ستار تصوير المحاضرات وبيع الأدوات الجامعية، موظفيها شبان في مقتبل العمر لم يجدوا مكاناً مناسباً في قطاعات الدولة تستطيع استقطاب إمكانياتهم ومواهبهم، فباتوا عمالاً بسعر غال لدى طلاب الجامعات الباحثين عن المجد، والحصول على كرسي معتمد في جامعات “سوريا” العديدة دون أي مراقبة أو مساءلة.
ورغم عدم التعميم كما يقول الزميل “غسان فطوم” في صحيفة “البعث” إلا أن “لا دخان دون نار”، «بشهادة أساتذة الجامعة الذين يتألمون من طغيان هذه المشكلة وسط غياب الإجراءات الرادعة، والمعايير الدقيقة، والتي ستكون لها نتائج سلبية في المستقبل على مخرجات المنظومة التعليمية التي تعاني بالأساس من فوضى في المدخلات نتيجة طرق القبول الجامعية التي لم تكسب حتى الآن ثقة البيت السوري»؟!.
الدكتور المهندس “علي سلطانة”، المحاضر في كلية الزراعة بجامعة “تشرين”، تساءل باستغراب «عن سر التساهل في تسجيل ومنح شهادات الدراسات العليا دون محتوى علمي نوعي، وبإشراف أساتذة من خارج اختصاصهم؟!. والخوف أن الأجيال القادمة ستدفع ثمناً باهظاً أكبر من الثمن الذي تدفعه الآن نتيجة للحرب».
واقترح “سلطانة” أن تكون الأبحاث معتمدة من قبل “الهيئة العليا للبحث العلمي”، مع قواعد جديد صارمة، «لأن الكثيرين يأخذون شهادة دكتوراه ولا يفقهون بأساسيات القسم الذي منحهم الشهادة، وخاصة ضمن موضوع الأطروحة».
اقرأ أيضاً أمين فرع ريف دمشق لحزب البعث.. “مشتري شهادة دكتوراه”!
ويرى الدكتور “حسن شعبان”، المدرّس في قسم الجغرافيا بجامعة “طرطوس”: «أن الأمر لا يخلو من وجود رسائل ماجستير ودكتوراه خالية تماماً من أية قيمة علمية، ومليئة بالأخطاء والمتناقضات، والأدهى أن تحصل هذه الرسائل على درجات مرتفعة جداً بتدخل المشرف، وما يزيد الطين بلة، أن أصحاب تلك الشهادات المزيفة يصلون فوراً إلى مراكز مرموقة لا يستحقونها». (يبدو أن الدكتور “شعبان” لم يكن يعيش في “سوريا”، على كل حال اكتشف هذا الأمر بنفسه ولم يسمع به من أحد). موقع سناك سوري.
ويضيف “شعبان” المتألم للوضع العام: «عندي ثقة وقناعة بأن بعض المشرفين لا يقرؤون ما يكتبه طلابهم ويوافقون، وقد يكون البحث مليئاً بالأخطاء العلمية. فهناك رسائل دكتوراه وماجستير في جامعتي “دمشق”، و”تشرين” أغرب من الخيال ودون المستوى العلمي، ولكن تقبل وتعطى في بعض الأحيان علامة امتياز إكراماً للمشرف، علماً أن هناك مشكلة اختصاص المشرف نفسه».
مع استنساخ الرسائل العلمية ونقلها، بعناوين مختلفة، ومع انتشار كم كبير من العاملين في التأليف وسرقة البحوث العلمية لبيعها جاهزة إلى طلاب الدراسات العليا الذين يحققون شرط (الجيوب المملوءة بالمال) بات البحث عن حرف الدال في المجتمع السوري أمر سهل المنال، ويذكر بحقبة “أوروبا” الشرقية التي كان طلابنا الأعزاء الموفدين إليها يعملون في كل شيء عدا البحث العلمي، ويعودون إلى الجامعات السورية لاستلام مهامهم التعليمية بصفة “دكتور” دون أي بحث أو تدقيق من رئاسة الجامعة أو وزارة التعليم العالي.
اقرأ أيضاً يحمل شهادة “أهلية التعليم” ويدير العشرات من حملة الشهادات العلمية