زكريا عباس.. بعد انقطاع 11 عاماً عن الدراسة يحصل على شهادة الدكتوراه
د.زكريا عباس: كانت زوجتي متل عيوني خلال سنوات الدراسة تقرأ لي
احتفل الأستاء الجامعي “زكريا عباس” بحصوله على شهادة الدكتوراه قبل نحو الأسبوعين. وهو الذي فقد بصره في ربيعه السابع عندما كان يلعب مع أصدقائه، وجلس 11 عاماً بين جدران المنزل مبتعداً عن مدرسته وكتبه وأصدقائه، ليعود ويحمل شهادة الدكتوراه متفوقاً على جميع أقرانه.
سناك سوري- اللاذقية
حصل زكريا عباس عباس (36) عاماً على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة تشرين، بعد انقطاع عن التعليم لمدة 11 عاماً لفقدانه بصره. ليعود عام 2006 إلى مقاعد الدراسة والتعليم من خلال دورات محو الأمية ثم يحصل على شهادة التعليم الأساسي. يليها شهادة التعليم الثانوية بعلامات مميزة ويدخل معها قسم علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة تشرين.
سنوات الجامعة الأربع مرت بسلاسة رغم التحديات التي واجهها “زكريا”. حيث تفوّق على أقرانه ضمن الدفعة خلال سنوات الدراسة وحصّل المرتبة الأولى على طلاب دفعته .
وفي عام 2014 حصل على رتبة “معيد” في الجامعة ليكمل بعدها شق طريقه العلمي والتعليمي في الكلية التي يحب .
«كانت زوجتي متل عيوني خلال سنوات الدراسة تقرأ لي وأنا بدوّن الملاحظات واحفظ» يقول د. زكريا لسناك سوري.
الجد والاجتهاد هما سر نجاح زكريا عباس الحاصل على شهادة الدكتوراه، كذلك المواصلة على تحقيق الهدف الذي وضعه نصب عينه وإيمانه بنفسه وأنه قادر ويستطيع. كما يقول. ويضيف أن مصدر إلهامه عائلته وطفلاه اللذان يمدانه بالحب والدعم المستمر مع زوجته.
كانت زوجتي متل عيوني خلال سنوات الدراسة تقرأ لي وأنا بدوّن الملاحظات واحفظ الأستاذ الجامعي زكريا عباس
خلال رحلة إنجاز رسالة الدكتوراه لم يكن لدى الباحث أي وسائل تقنية مساعدة له كفاقد للنظر مثل الهاتف الناطق وحتى جهازه الحاسوب المحمول. لا سيما أنه اضطر لاستعارة حاسوب محمول من جمعية رعاية المكفوفين في اللاذقية لإتمام بحثه.
واجه “الباحث” التحديات بالتفكير بالحلول المساعدة خاصة خلال إنجاز الدراسة الميدانية لرسالته.
ناقشت رسالة “زكريا” للدكتوراه أثر المنعكسات الاجتماعية والاقتصادية خلال الحرب على سوريا. وواقع الزواج وموقف الشباب السوري منه بدراسة ميدانية على الشباب باللاذقية.
ويصف الدكتور الباحث رحلة بحثه بأنه كان «تجربة غنية جداً» طور فيها معارفه ووسعت مداركه وأكسبته خبرة علمية واجتماعية.
يؤمن “زكريا”بالآية القرآنية «أنها لا تعمى الأبصار وإنما تعمى القلوب التي في الصدور».
