الرئيسيةسناك ساخر

صناعة “الدخيلو” فن يحترفه كثيرون في سوريا

هو للأمانة لا يخلو الأمر من "بعض الكفار"

من تقديس الشيوخ والرموز الدينية، مروراً بتقديس المسؤولين والسياسيين وليس انتهاء بتقديس اللصوص وأمراء الحرب. الغالبية في هذا البلد يتقنون فن التقديس ويمارسونه بحرفية عالية. وفي سرهم تسكنهم عبارة: “الإيد يلي ما فيك تقطعا بوسا وادعيلا بالقطع”.

سناك سوري-رحاب تامر

تبدأ حكاية صناعة “الدخيلو” منذ الطفولة. حين يجب عليك أن تقبل يد الشيخ أو الأستاذ أو حتى الوالدين وكبار العائلة. ينمو معك هذا الشعور رويداً رويداً. فتجد نفسك مضطراً لتقبيل يد مديرك في العمل. بالأحرى تمجيده وتفخيمه وبعبارة أوضح “مسح الجوخ له”.

في هذه البلاد حتى العمل في قطاعها الخاص لن يجدي نفعاً كبيراً بتطورك “الوظيفي” إلا إن امتلكت فن “التطبيل”. التقديس و”صناعة الدخيلو” فرض عليك منذ الشهقة الاولى “عزيزونا المواطن”.

هل سمعت بذلك المسؤول الفاسد الذي يسرق باليمين “ماحدا شاف”، وحين يعطي باليسار من بعض ما سرقه. تنتشر جوقات “الشكر والتفخيم” لوصفه بأنه أبو اليتامى وأبو الفقراء. وبين منشور فيسبوك وآخر “نسخ لصق”. سيتحول المسؤول الفاسد إلى “دخيلو” قد يضطر أحفادك لتقبيل يده يوماً ما على أنه “القديس أبو الفقراء”.

المشترك في كل من يتم “تقديسهم” هو أنهم “بيشلحوك مصرياتك”، وإنت “قاعد عمتشكر فيهم” وتبجلهم وتفخمهم والخ الخ.

لا يخلو الأمر من بعض “الكفار”. الذين يرفضون التقديس ولا يتقنون حرفة “صناعة الدخيلو”. وهؤلاء لن يصعب عليك التعرف عليهم، سيكونون فقراء منبوذون “وعليهم عشر قضايا ذم وقدح”. ووحدة “معلوماتية” وأخرى “تخوين”.

اقرأ أيضاً: على علمكم الجوخ بينغسل ولا حصراً بدو تمسيح؟ – رحاب تامر

زر الذهاب إلى الأعلى