أخر الأخبارإقرأ أيضاالرئيسية

سينما “السويداء” هل تشرق بعد غياب

صالة السينما الشهيرة التي تتربع على زاوية عتيقة وسط المدينة وتعد دليل التائه، تشتاق لزوارها ولصاحبها الذي أدار “بكرتها” منذ عقود وحرص على تدوير أشرطة الأفلام فيها، حتى باتت رمزاً ثقافياً في المحافظة.

سناك سوري -رهان حبيب

بينما كان “أسعد سرايا” صاحب آخر سينما في محافظة السويداء يعيش على ذكريات سينماه المغلقة منذ فترة طويلة ويتعلق بمفتاحها الذي لطالما استخدمه لفتح أبوابها واستقبال الزوار غافلته قذيفة من القذائف القليلة التي سقطت على المحافظة وأودت بحياته، وأودت معه بآخر أمل في عودة آخر صالة عرض في جبل العرب للعمل.

صالة السينما الشهيرة التي تتربع على زاوية عتيقة وسط المدينة وتعد دليل التائه، تشتاق لزوارها ولصاحبها الذي أدار “بكرتها” منذ عقود وحرص على تدوير أشرطة الأفلام فيها، حتى باتت رمزاً ثقافياً في المحافظة.

تلمس مقاعدها وأشرطة البكر الضخمة، عاين معداتها وجلس يستعيد ذكريات زمنها الجميل، وقال:«لا دافع للزيارة إلا عناق للذكريات، للقاعات، التي قضينا فيها أجمل السهرات على وقع موسيقا أفلام رائعة في ذلك الزمن». وأضاف نائب رئيس “النادي السينمائي” “جهاد الباروكي” الذي رافق سناك سوري في جولة إليها: «لقد شغلت هذه السينما بعروضها، مخيلة الزوار القادمين بأجمل الألبسة وأبهاها، كنا طلاباً نجمع مصروفنا للاستمتاع بجمال الشاشة العريضة، ونتلاقى بأعداد كبيرة يغص بها المكان، فسهرة السينما من أجمل السهرات لا تبدأ فقط مع إطفاء الأنوار داخل الصالة.

اقرأ أيضاً : لقطة سورية .. معلم ينظم السير أمام مدرسته لحماية الطلاب (صور)

عندما دخلت هذه القاعة بطلب خاص لورثتها، عدت لجمهور جميل صفق في حفل الافتتاح في ستينيات القرن الفائت لفيلم “الحرام” لـ “فاتن حمامة”، و”عبدالله غيث”، ولقائمة طويلة من الروائع الفنية، وغاب هذا الجمهور عن افتتاح سينما جديدة في القرن الواحد والعشرين لأن قلة من عشاق الفن السابع يعرفون المكان».
صالة حديثة مشروع يعول عليه النادي السينمائي ورواده القدامى

“سعاد عبد الله” في طريقها لحضور فيلم

أبناء جيل الستينات يتحدثون عن أضواء وبريق للفن السابع غاب عن المدينة، مع أفول نجم سينما “سرايا” فهل يمكن لشاشة عريضة أسسها النادي السينمائي في أحد أركان “السويداء” مؤخراً أن تعيد لهم ذكريات زمن جميل؟.
تقول “سعاد العبد الله” المعلمة المتقاعدة، وعضو “النادي السينمائي”، (بعد أن ساندها شباب من الحضور لتأخذ مكانها في صالة العرض)، لـ سناك سوري: «أستعيد بحضوري مع أصدقاء ورفاق عشنا معاً زمن تألق السينما، فغياب السينما اجتزاء للمشهد الثقافي ولا سبيل لعودته إلا بالدعم والتلاقي مع الشباب، علنا نعيد ذكريات سينما “سرايا” ووهج جماهيري حظي به الفن السابع في سنوات شبابنا».
حلم السينما يعود على أيدي الشباب “بلانيت” مثلاً
مؤسس قاعة السينما الحديثة في المدينة، والتي حملت اسم سينما “بلانيت”، “أسامة أبو فراج” يقول: «إنها مغامرة يدفعها حلم شاب عاصر نهايات عروض سينما “سرايا”، وعشق هذا الفن الذي كان خلف اتصاله مع جهات داخلية وخارجية متخصصة بهذه الصناعة، لأتمكن من تأسيس شاشة للفن السابع، بدأت بعدد قد لا يتجاوز عشر مقاعد. وهي اليوم تتسع لقرابة 90 متفرجاً، بتجربة أعرف مسبقاً أنها مكلفة ومرهقة، لكنها محاولة لتقديم سينما بمستوى جيد، ولائق بجمهور مثقف له اهتمامات ثقافية متنوعة، ونأمل أن تعود السينما لمكانها المناسب بين هذه الاهتمامات.
بداياتنا متواضعة، رغم كثافة الإعلان والتعريف بما نحاول تحضيره لعودة فنية متواترة وغنية، اعتمدنا فيها على تقنيات حديثة كلفت مبالغ مالية عالية، ولعل الجودة والنوعية الراقية للأفلام، تتمكن من استقطاب جمهور يدخل الفيلم السينمائي ضمن اهتماماته الحقيقة كما كان في مراحل سابقة رغم اختلاف الزمن».
الصالة الحديثة هيأت فرصة العرض
يقول “جهاد الباروكي”: «رغم غياب السينما الجماهيرية كان “النادي السينمائي” الذي تأسس عام 1981 يجاهد للمحافظة على الاستمرار، كي لا تكسر حلقة التواصل بين جمهور المدينة والسينما، واستفاد من أجهزة عرض توافرت في “مسرح التربية”، و”النادي العسكري”، لكن بين قاعات تتسع لمئات المتفرجين، إلى أعداد محدودة، فارق كبير أخرج السينما من اهتمامات الجمهور. رغم ذلك لم تنقطع عروض النادي السينمائي وحافظ على تواجد متواضع.
اليوم ومع توافر صالة “بلانيت” تنتظم عروضنا، حيث قدم لنا صاحب الصالة دعماً كبيراً ليحتضن عروضنا الأسبوعية التي نحاول فيها انتقاء أفلام من أفضل الانتاجات السينمائية التي يدرسها مجلس إدارة النادي، للمحافظة على تاريخه وسوية العروض، علنا ننجح بإعادة الفن السابع لاهتمام الشباب وننقل لهم حالة المتعة التي ارتبطت بهذه الشاشة، وعواطفنا الجميلة التي ارتبطت مع إطفاء أضواء القاعات وحالة الفرح الغامر التي لم تنطفئ مع ذكرى أفلام عظيمة صدحت موسيقاها في هذا المكان».
ما طبعته تلك الشاشة في مخيلة أبناء السويداء حلم جميل هل ستعيده “بلانيت” لأولادنا وأحفادنا، وإذا غابت شمس “سرايا” وبقيت لسنوات قاعة لبيع الزهور، هل توفق صالة حديثة بنشر عطور الفن السابع؟.

اقرأ أيضاً : “خالد بلان” سوري بيد واحدة يصلح أصعب أعطال السيارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى