الرئيسيةشباب ومجتمع

سوريون على طريق الهجرة… يبيعون أغراضهم الشخصية في سوق الجمعة

في حمص أم الفقير... سوق الجمعة يتصدر دائرة المنافسة

أدوات منزلية جديدة ومستعملة، ألبسة، أحذية وكل ما تتوقع أن تحتاجه يباع على بسطات ضمن ثلاث شوارع بين البيوت في حي باب الدريب بمحافظة حمص لتشكل سوق الجمعة (الحرامية)، الذي يعتبر مقصد الأهالي لشراء حاجاتهم هرباً من غلاء الأسعار في الأسواق.

سناك سوري – بشار صارم

يعد هذا السوق المنصة التي بيعت فيها ذكريات آلاف السوريين وبيوتهم قبل الهجرة، يقول عبد المعين خليل (40) عام صاحب إحدى البسطات المتواجدة بشكل دائم في سوق الجمعة والذي يعمل سائق تكسي عمومي أيضاً، لـ سناك سوري «خلال سنوات الحرب وحتى يومنا هذا كنا ومازلنا نقوم بشراء الصحون الزجاجية والكاسات وكل مايتعلق بالمطبخ من المنازل التي يريد قاطنوها مغادرة البلد، ونقوم بعرضها هنا للبيع لمن يودون البقاء في البلاد ولا قدرة لديهم لشراء المستلزمات الجديدة».

 

الإقبال كبير في الأيام المشمسة… والمنافسة شديدة

لا يقتصر البيع على المستعمل، يقول “خليل”:«نبيع المواد الجديدة والتي يكون هامش الربح فيها قليلاً جداً نظراً لتعداد البسطات الكبير والمنافسة الشديدة بينها وتنوع البضائع بما يتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن وعلى سبيل المثال أسعار الصحون تبدأ من 500 ليرة إلى 10 ألاف كما أن هنالك الكثير من الأدوات المتواجدة لدينا وغير موجودة في السوق كأغطية الطناجر والتي تباع كقطعة 2000 ليرة والإقبال دائما كبير وخاصة في الأيام المشمسة».

 

لا يغرك الشكل في هذا السوق، هذا شعار الزبائن الذين يتفقدون صلاحية القطعة أكثر من شكلها، ها هو “عمار حمد” (30 عاماً) والهارب من غلاء الأسعار يمسك بطنجرة تبدو من حيث الشكل متعبة إلا أنه يريد شراءها بـ 5000 ليرة سورية، يقول لـ سناك سوري:«إنها بحاجة فقط للتلميع ومن ثم تعود وكأنها جديدة، وأستخدمها لسنوات قادمة أفضل من شراء الجديدة والغالية».

 

يضيف “حمد” «سوق الجمعة تتوافر فيه كل الاحتياجات وبأسعار رخيصة مقارنة بأسعارها في السوق الجديد حتى أننا نعثر هنا على احتياجات قد تكون مقطوعة في الأسواق الأخرى كزيت دوار الشمس والذي يتوافر بمبلغ أرخص من الأسواق الأخرى بمقدار 4 آلاف ليرة».

 

يتنقل بين البسطات الكثير من المواطنين من الجنسين، الخالة “أُم فرج” التي لاتحب الإدلاء باسمها تقصد السوق بشكل متكرر لتشتري لوازم أولادها من ألبسة وأحذية حيث اشترت حقيبة صغيرة من البائع المتقاعد من الوظيفة صفوان وسوف (55) عام والذي يشرح عمله لسناك سوري «أشتري بالجملة الحقائب للرجال والنساء، كما أشتري بعضها من أشخاص يريدون تبديل حقائبهم ولا أضع هامش ربح كبير مما يزيد الزبائن والإقبال على الشراء، حيث سعر حقيبة اليد الرجالية نوع جلد عادي قياس صغير 3 آلاف ليرة بينما سعرها خارجا يصل إلى 8 آلاف».

 

سوق الجمعة هذا ليس حكراً على حمص فهو موجود بأسماء مختلفة في مختلف مدن البلاد، وقد تعاقبت عليه خلال سنوات الحرب آلاف الذكريات التي تركت على أثاث منازل المهاجرين التي اشتراها الباقون، هكذا تدور المنتجات في سوريا اليوم على أمل أن يعود الراحلون وتعود القدرة الشرائية للمواطنين يوماً.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى