الرئيسيةيوميات مواطن

سوريا.. 11 ألف ليرة كلفة صحن تبولة منزلية

بعد وصول كيلو البندورة لـ4500.. كم بات يكلفكم صحن السلطة؟

كلف صحن سلطة “التبولة”، الخمسينية “عزيزة” أكثر من 11 ألف ليرة سورية، رغم أنها اختصرت الكمية قليلاً نظراً لغلاء المواد، ولو أنها أرادت صنع الكمية الكافية لعائلتها المؤلفة من 4 أشخاص، لاحتاجت أكثر من ذلك، خصوصا أنها وزوجها يعتمدان على الخضار بشكل رئيسي بسبب حالتهما المرضية.

سناك سوري-رهان حبيب

لم يعد الحديث عن اللحوم أو الدجاج وحتى الفواكه، لخروجها من موائد العديد من السوريين، وبات اليوم غالبيتهم يتحدثون عن صعوبات شراء الخضار بعد الارتفاع الكبير في ثمنها مؤخراً، تقول “عزيزة” وهي من أهالي مدينة “السويداء” لـ “سناك سوري”، إن صحن “التبولة” الذي بلغت كلفته 11250 ليرة، مكون من كيلو بندورة 4500، و4 باقات بقدونس بسعر 1400 ليرة، وجرزة نعنع 350، وكاسة برغل ناعم أقل من ربع كيلو بقليل، بسعر 1000 ليرة، وأيضاً أقل من ربع ليتر زيت زيتون بقليل، أي كأس متوسط ثمنه نحو 5000 ليرة، على اعتبار أن سعر ليتر زيت الزيتون بالسويداء 30 ألف.

شراء البندورة بالحبة _سناك سوري

“نديم” ١٨ عام عامل ورشة قال، إن يوميته 15 ألف ليرة، وهي لا تكفي طعام الغداء، لذا قرر اختصار البندورة والخيار حالياً على أمل أن يخف ثمنهما قليلاً، واكتفى بشراء الفول أو القرنبيط والملفوف أو البطاطا لطبخة واحدة «وفي بعض المرات أشتري بعض حبات بندورة ومثلها من الجزر أو الخيار لنصنع صحنا صغيرا من السلطة وغالبا نستغني عنها، لكن خلال شهر رمضان لابد من السلطة ولو صحن صغير».

في منطقة أخرى ضمن سوق “السويداء”، اشترى “عاصم” ربطتين من الجرجير بسعر ٤٠٠ ليرة وحبة ليمون حامض من الكيلو الذي بلغ سعره ١٨٠٠ ليرة، وأخبرنا أنه سيضيف لها بصلة واحدة وبعض الزيت والنعنع اليابس ليحصل على صحن سلطة بسعر ١٠٠٠ أو أكثر بقليل المهم وجود صحن الخضار مع المجدرة وهذا أضعف الإيمان.

اقرأ أيضاً: اعتراف جديد من نوعه.. الأسعار بسوريا أعلى بـ40% من معظم الدول العربية

“منار” ٣٢ عاما اشترت خستين بسعر ٢٠٠٠ ليرة مع كيلو ونصف من الفول بسعر ٢٨٠٠ للكيلو لتحضر الغداء لها ولبيت أخيها وتقول «نحن أربعة أشخاص نتشارك على الغداء يوم أنا اشتري الغداء واليوم التالي بيت أخي وقد اخترت هذه الأكلة ولكن ارتفاع الخضار جعل قيمة الغداء ٦ آلاف ليرة واخترت الخس كونه أرخص سعرا».

يخبرنا “إبراهيم” ٥٧ عاماً، صاحب فرش خضار وفواكه بالمنطقة الصناعية شمال المدينة أن مبيعاته من البندورة انخفضت من ٢ طن إلى ٢٠٠ كيلو بعد الغلاء الأخير وأن عمال الورش المجاورة يشترون بالحبتين والثلاثة ويعرف أنها أقل من احتياجهم.

ابراهيم يتفقد خضرواته

البائع بحديثه السابق وصف واقع الحال بعد قرابة أسبوع من الارتفاع بأسعار الخضار، التي تعتبر مكون أساسي لصحن السلطة الذي يكمل المائدة ويقدم للجسم قائمة من الفيتامينات لايمكن الاستغناء عنها.

“إبراهيم” راقب مبيعاته ويعرف أثر الانتقال من ١٥٠٠ ليرة السعر السابق قبل شهر تقريبا إلى ٢٥٠٠ إلى ٣٥٠٠ واليوم ٤٥٠٠ للبندورة الساحلية في موسمها الحالي، فكل زيادة وفق حديثه أدت لتراجع المبيعات كما جرت العادة عندما لانملك ثمن سلعة نحاول الاستغناء عنها أو اختصار الكمية.

ويقول: «الحي الذي أعمل به حيوي تحيط به الورش والمنطقة مكتظة لذا كان ٢ طن من البندورة رقم جيد أبيعه في أحيان كثيرة بيوم واحد من السابعة صباح حتى الرابعة، هذا الأسبوع تراجعت المبيعات وأتصور مع استمرار الارتفاع أن الناس ستستغني عن الخضار مع العلم أن الجميع يرغبها ويحتاجها».

متابعة لقصص الأطباق الطائرة عن المائدة السورية يبدو أن طبق السلطة هو المستهدف اليوم، ومعه طبق التبولة والفتوش وقائمة طويلة من السلطات التي ترافق الطعام في مثل هذا الفصل ومائدة الإفطار للشهر الكريم.

اقرأ أيضاً: الحلاق: لم نشهد هذه الأسعار منذ 30 عاماً والحل “بيد الله”

زر الذهاب إلى الأعلى