الرئيسيةلقاء

“محمد حافظ”.. مجسمات فنية تسافر بك من الغربة إلى سورية

“محمد حافظ” ينقل سورية إلى منزله في أمريكا

سناك سوري – نجوى محمود

مع أنغام الموسيقى العربية ورائحة القهوة والبخور والصور القديمة يستحضر الفنان المعماري “محمد حافظ” ذاكرته ليعود إلى ذكريات الزمن الجميل الذي جسده بصور لغرف صغيرة ومنازل ومبان وشوارع في لحظة ما، ومجسمات فنية مصغرة غاية في الدقة والجمال تحاكي بلده “سورية” بتفاصيل حياتها الغنية.

داخل منزله في “الولايات المتحدة الامريكية” صمم مختبره الفني الذي جسد بيئته السورية بما يشملها من مآذن وكنائس وقلاع وشوارع وحارات دمشقية عريقة ليعبر عن شوقه وحنينه لتلك التفاصيل الجميلة والحميمية التي عاشها بطفولته، هذا ما قاله “لسناك سوري” ، وعن تفاصيل قصته قال: «سافرت إلى “الولايات المتحدة” بعمر السابعة عشر لأدرس الهندسة المعمارية، ولكن القرار الذي أصدره الرئيس “بوش” بمنع مغادرة المقيمين فيها من الجنسيات الأخرى، شلّ حركتي واضطرني إلى البقاء فيها لسنوات، وتلتها أحداث عدة وأصبحت مسألة عودتي إلى “سورية” وزيارة بيتي وأهلي شبه مستحيلة، فافتقدت مدينتي وكل ما يذكرني بها، وخطرت ببالي فكرة لتجسيد فني وموهبتي وخبرتي المعمارية بمجسمات ثلاثية الأبعاد مصغرة تمثل تفاصيل صغيرة ولحظات معبرة عن حارات وأسواق وشوارع ومبان،  لتعود بك إلى تلك الحياة الدافئة المفعمة بالحب والحنان».

إقرأ أيضاً: فن الطريق.. محاولات سوريّة لمسح ملامح الحرب عن شوارع دمشق

«بدأت بتجهيز مختبري الفني الذي كان المتنفس الجميل الذي ألجأ إليه لساعات طويلة يومياً، صممت فيه العديد من الحارات الدمشقية والحلبية القديمة قبل الحرب وبعدها، وخصوصاً أن الفن المعماري السوري مشهوراً وغني بتفاصيله الدقيقة التي تبهر الأبصار بجمالها وعراقتها، فمعظم أعمالي تتعامل مع الثقافة والعمارة الإسلامية، ومتعلقة بالزمن الجميل الذي حاولت توثيقه بتصميماتي بدقة ومهارة وجودة عالية، استخدمت فيها الخشب والمعادن والنباتات المجففة والعديد من قطع الأثاث المتناهية الصغر وبعض الحلي والمجوهرات كثريات معلقة في الأسقف والتي تعتبر أساسية في البيوت السورية، ومجموعة من السيارات القديمة والحديثة وبعض الأقمشة الدمشقية كالاغباني والبروكار لتكون اللوحة الفنية متكاملة الصورة معبرة وصادقة».

“محمد حافظ ” الذي عمل على إضفاء الطابع الإنساني على منحوتاته، فركز على قضايا اللاجئين والمهاجرين بهدف إيصال صوتهم ومعاناتهم إلى العالم أجمع صور تجربة اللجوء بالفن، فابتكر فكرة جديدة تحدث عنها قائلاً: «الفن هو رسالة الفنان ومن خلاله يستطيع تجسيد رؤيته وقضيته، فهو منصة تجذب الناس وتجعلهم يستمعون إلى قضيتك من وجهها الإنساني، فصممت مجسمات ومنحوتات داخل حقيبة السفر، حيث كانت كل حقيبة مربوطة بميكرفون تروي قصص بعض اللاجئين ومعاناتهم تجسد قضيتهم، التي عرضتها ضمن معرض “الشارقة للفنون الإسلامية” وحملت عنوان “رحلات من حاضر غاب إلى ماض مفقود”».

هدف حافظ من حقائبه الفنية نقل صورة مختلفة عن اللاجئين السوريين وغيرهم تجسد واقعهم ومعاناتهم بطريقة إنسانية لمحو الصورة النمطية التي ألصقت بهم كإرهابيين ومصدراً للشغب، وتقديمهم على أنهم أشخاص طبيعيون لهم ماضيهم المشرق وحضارتهم العريقة لكن ظروف الحرب أجبرتهم فغادروا بلادهم بهذه الطريقة.

ويقول: «أردت أن أخلق جسراً بين اللاجئين والشعوب التي لجأوا إليها، ولأوضح للعالم كمية المأساة التي تعيشها المجتمعات التي تتعرض للحرب وإن مسميات “لاجئ أو مهاجر” لاتحدد من تكون».

يذكر أن العديد من الشباب السوريين تميزوا في بلاد الاغتراب ونقلوا ثقافتهم إليها سواء عن طريق الفن أو الطبخ أو غيرها

إقرأ أيضاً: شاب سوري يتحول إلى بطل في ألمانيا.. ماذا فعل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى