كم كيلو حليب بيشتري راتبك اليوم؟
سناك سوري-وفاء محمد
في جميع أنحاء المعمورة (حلوة المعمورة كلمة مثقفة عفكرة)، يزيد الراتب مع زيادة الخبرة وسنوات العمل، إلا في بلدنا فإنه غالباً ما ينقص رغم زيادته شكلاً بالحدود البسيطة، ولكون الشوئسمو أحد أركان الإمبريالية الغاشمة، التي يرفض المواطن السوري من فئة الصامدين حصراً، التداول بها أو حتى لمسها (عأساس صايرلو)، فلماذا لا تتجه الحكومة لربط الراتب بالحليب الوطني المُنتج محلياً؟!.
لإيضاح الفكرة الغامضة نوعاً ما، تعالوا نعود بالزمن قليلاً، ففي العام 2014 تمّ تعيين صديقتي في إحدى مؤسسات الدولة براتب 16 ألف ليرة سورية وهو راتب الفئة الثانية، وكان سعر كغ الحليب الواحد وقتها 75 ليرة سورية، بعملية حسابية بسيطة فإن راتبها كان يشتري أكثر من 213 كيلو حليب بقليل.
اليوم وبعد 6 سنوات في الوظيفة، أصبحت صديقتي تتقاضى شهرياً مع مجمل الزيادات وبعد تخفيض الضرائب نحو 53 ألف ليرة شهرياً، بينما بات سعر كيلو الحليب 900 ليرة، أي أن راتبها يشتري اليوم 58 كيلو حليب، بعبارة ثانية خسرت صديقتي أكثر من 150 كيلو حليب!.
اقرأ أيضاً: المالية تنفي القول أن الراتب يكفي المواطن
وفق حسبة الحليب فإن راتبها كان يجب أن يكون أكثر من 191 ألف ليرة، وبالتالي ورغم الزيادات والترفيعات وتخفيض الضرائب فقد خسرت وفق الحسبة السابقة، 138 ألف ليرة سورية!، ناهيك عن أن هذه الحسبة يجب أن تكون لشخص مُعين حديثاً وليس لشخص أمضى 6 سنوات في عمله، أي أننا كلما اكتسبنا خبرة أكثر وأمضينا المزيد من السنوات في العمل نخسر من راتبنا عوضاً عن زيادته!.
يذكر أن الحسبة السابقة تكون باطلة بالمطلق، في حال أعادت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك سعر الحليب إلى ما كان عليه عام 2014، ما يريح الحكومة من عناء حساب التكاليف والمقارنة، والمواطن من عناء التفكير بالأسعار وكيفية تأمين مستلزمات الحياة، فبمجرد إعادة الحليب إلى سعره السابق سيعود كل شيء إلى سعره السابق قبل الغلاء، كون الأمور فايتة ببعضها، شي بيشبه علاقة الشوئسمو بجرزة البقدونس.
اقرأ أيضاً: الليمون الحامض بـ6000 ليرة… كم ليمونة سَيُنجِب الراتب؟