الرئيسيةشباب ومجتمع

الصرّافات الآلية في السويداء.. أعطال دائمة تجعل قبض الراتب حلماً

موظفون/ات ومتقاعدون/ات في رحلة شاقّة للحصول على الراتب من الصراف الآلي

تدرك “هيام” 53 عاماً موظفة بمديرية الصحة أن استلام الراتب من الصرافات الآلية في السويداء غير متاح قبل الـ4 أو الـ5 من كل شهر. وخلال العام الحالي لم تتمكن من الحصول على راتبها في موعده سوى مرتين فقط نتيجة أعطال ومشاكل الصرافات.

سناك سوري-رهان حبيب

تضيف هيام لـ”سناك سوري”، أنها تضطر لزيارة الصراف الآلي عدة مرات قبل أن يحالفها الحظ وتتمكن من الحصول على راتبها. وتقول إنها تتمنى لو تستطيع إدخار مبلغ يغنيها عن زيارة الصراف في اليوم الأول من الشهر. كي لا تضطر لتكبد مصاريف النقل وزيارة الصراف عدة مرات كل شهر.

تعطل الصراف إحدى المشاكل التي تواجه هيام إضافة إلى الزحام. وكما تقول إن طول الطابور على كوة الصراف يصل أحياناً لنحو 10 أمتار. وغالباً تنتهي النقود داخل الصراف قبل أن يحصل كل الأفراد في الطابور على راتبهم. فيعودوا خائبين رغم طول فترة الانتظار.

تضيف هيام أنها في إحدى المرات لم تتمكن من الحصول على راتبها إلا بعد الـ25 من الشهر.

مقالات ذات صلة

في حين أجرى فراس 34 عاما موظف في الخدمات الفنية عملية حسابية جمع فيها عدد مرات قدومه من دائرته بجانب منطقة المقوس. بكلفة 3000 ليرة مع سرفيس تكسي ارتفعت إلى 4 آلاف في النصف الثاني من العام. حيث يضطر أحيانا للعودة لعمله بذات التكلفة دون الحصول على الراتب فقد يكون الصراف خارج الخدمة أو معطل وفي حال كان بحالة جيدة فإنه مضطر لانتظار ساعات طويلة.

وبحسب “فراس” فقد زار الصراف الآلي شهر كانون الثاني 4 مرات. و3 مرات في آذار وبعد منتصف العام فقد بات يزور “عزيزه الصراف” بين 5 إلى 7 مرات وربما لا يحالفه حظ استلام الراتب حتى الشهر الذي يليه.

أما “هويدة” 42 عاماً تعمل في مديرية الموارد المائية. فقد أمضت عامها كاملاً تستلم راتبها مرة كل شهرين بعد العناء الذي تكبدته بقدومها من مدينتها شهبا والعودة دون أن تحصل عليه.

ترى “هويدة” أن 2023 كان عامَ الصرافات المعطلة بامتياز. وتضيف أنها لا تمتلك أي حلول أخرى سوى باستمرار زيارة الصراف “وهي وحظها” شأنها شأن غالبية الموظفين في السويداء.

صراف معطل وآخر يعمل لمنح الراتب لطابور الموظفين/ات -سناك سوري

مشكلة المتقاعدين/ات أكبر

وإذا كانت حظوظ الموظفين الشباب باستلام الراتب في مواعيده نادرة. فإن للمتقاعدين والورثة معاناة كبيرة وشعور ارتبط بالخيبة لأنهم مضطرون لزيارة الصراف عدة مرات. كما تحدثت “نوال” 75 عاما التي تستلم راتب ورثته عن زوجها لا يتجاوز مئة ألف لغاية هذا التاريخ.

تقول: «في مرات كثيرة أنتقل بسرفيس تكسي من منطقة المتحف إلى المصرف بكلفة 4000 ليرة وأعود بسرفيس عادي. اليوم تعبت من التنقل وتقوم ابنتي بالمهمة لاستلام راتبي الذي لا يكفي للدواء فكيف سيكفي أجور النقل للحصول عليه من صرافات معطلة أو خارج الخدمة».

المشكلة من وجهة نظر المعلم المتقاعد زياد 67 عاما أن المتقاعد لا يملك الصحة مثل الشباب ليأتي أكثر من مرة للصراف. وخدمة البريد لم تفِ بالغرض وهو مضطر لزيارة الصراف.

يضيف: «ابني الوحيد موظف في دمشق و لا يتمكن من تخفيف عبء التنقل عني وأنا مضطر لذلك مع العلم أن الرواتب تحول للصراف في موعد محدد. في التاسع عشر من كل شهر لكن خدمات الصرافات وأعطاله تؤجل الحصول عليها بسبب قلة عدد الصرافات وأعطالها. ونضطر للانتظار والوقوف رغم أوضاعنا الصحية ككبار سن».

أخيراً باتت رؤية الطابور حالة طبيعية في المدينة وكذلك احتشاد عدد من الموظفين على صراف اخر والثاني معطل أيضا مشهد طبيعي بانتظار إيجاد حل يبدأ بزيادة عدد الصرافات والصيانة علّها تخفف من أعباء العاملين.

ويبلغ عدد الصرافات الآلية في مدينة السويداء، 19 جهازاً للمصرفين التجاري والعقاري. ويتم التركيز على الصرافات ضمن مركز المدينة وهي 5 للتجاري و6 للعقاري. نتيجة تعطل شبه دائم للصرافات الأخرى. كحال الصراف بجوار مجلس المدينة المعطل منذ زمن، ومثله في مركز الانطلاق الشمالي واتحاد العمال معطلان منذ سنوات. كذلك الصرافات في مديرية الصحة ومديرية الزراعة غالباً ما تكون معطلة. وتم تفعيل خدمة الرواتب بصرافات البنوك الخاصة شهر كانون الأول الجاري لكنها لغاية هذا التاريخ لم تخفف من الازدحام.

يذكر أن مشكلة الصرافات ليست في السويداء وحدها. وغالبية موظفي القطاع العام يعانون منها نتيجة الأعطال المتكررة.

زر الذهاب إلى الأعلى