رومنسية زوجي كانت طاغية على غير العادة، هذا الصباح حيث طالبني بالانتباه إلى نفسي وعدم البقاء طويلاً مع رائحة الكلور في الحمام (ممكن هو فلاش بس مابعرف احفظهم). لأنظر إليه بعيني السمايل “أبو قلوب” وتبدأ الشرارات الوردية بالتطاير من حولي. لدرجة شعرت نفسي في أوروبا بلحظة. قبل أن يعيدني إلى سوريا بكلمته: “لأن مافي بنزين بالسيارة لأخدك إسعاف بسرعة”.
سناك سوري-رحاب تامر
وهيك محسوبتكم وبحس “كونان” الذي تسمونه “نكداً” بتفكيركم “الذكوري”. بدأت أسترجع المواقف اللطيفة غير المعتادة التي سبق وأن فاجأني بها زوجي “الرومنسي” على مضض.
ففي تلك المرة التي أخبرني بها ألا أتعب نفسي بإعداد طبخة ضخمة، والوقوف طويلاً أمام الغاز. واستبدالها بصحن بيض مقلي، مع صحن سلطة. أدركت أنه كان يقصد التوفير بجرة الغاز حتى لا يدفع ثمنها 250 ألف ليرة بشرائها من السوق السوداء.
رومنسية زوجي وصلت إلى حد أنه أهداني وردة “سرقها من حديقة الجيران” قبل يوم من عيد الحب شهر شباط الماضي. وطالبني بعدم تقديم أي هدية له لأني هديته. كان يقصد توفير ثمن الهدية الذي سأدفعه من راتبي، وادخاره لشراء احتياجات المنزل.
أما حين حط “يده بإيدي” وساعدني في الجلي بعد إفطارات رمضان، بنظام “صحن بصحن”. إنما كان يريد ألا أطالبه بحق الملح الذي اكتشفه زوجي مصادفة بعد تحوله إلى تريند آذار الماضي.
وكلو كوم، وما فعله بداية الشتاء “كوم ثاني”، حين كان يقترب مني كل مساء “بدون غايات” ليأخذني إلى الفراش. ويخبرني أنه يريد ضمي إلى صدره ويحتاج أنا أنام في حضنه. “ونفيق تنيناتنا معضلين”، وكل غايته وصبره كان لهدف واحد، ألا أبدد المزيد من المازوت في “الصوبيا” فنضطر لشراء “مازوت بالسعر الأسود”.
رومنسية “زوجي” تشبه كرم الحكومة بمنح أيام العطل. كله بهدف التوفير، ويا بخت مين “شاف نص الكاسة المليان”.