الرئيسيةشباب ومجتمع

حنين الشاخ تنسج لوحاتها بالمسامير والخيطان وتخشى إزعاج الجيران

الشابة التي لم تجد من ينتقدها بدأت بانتقاد نفسها بهدف التطور

تحيك طالبة الهندسة المعمارية، “حنين الشاخ” 23 عاماً لوحات بطراز الفيلوغرافيا، منذ 4 سنوات. دون أن تستسلم لهجمات ضيق الوقت المتاح لها وانشغالها بالدراسة. فتصر على غرز مساميرها في لوح خشبي، لشبك الخيطان فيما بينها لإنهاء واحدة من اللوحات أمامها.

سناك سوري-جولي زوان

فن الفيلوغرافيا يتمحور حول الرسم بالمسامير والخيطان الملونة، كما تقول “حنين” التي تعيش في مدينة اللاذقية. وتضيف لـ”سناك سوري” أنه مؤلف من قسمين، الأول الذي تعمل وفقه وهو عباة عن الرسم وتحديد الملامح بواسطة المسامير المثبتة على لوح خشبي. ثم إضافة الخيطان لتصل بينها، فتعطي ألوانا وتفاصيلا إضافية.

أما الثاني فهو الرسم بشكل صريح بالمسامير كالمربع مثلا وبعدها إيضاح ملامح اللوحة بالخيطان. وهذا ما وصفته بأنه أكثر صعوبة، نظراً لدقة التعامل مع الخيطان وحركتها لإظهار اللوحة. إضافة لحاجتها للوحة بقياس كبير ولونين فقط بخلاف الأول الحر بقياس لوحته وألوانه.

رغم صعوبة هذا النوع من الفنون قياساً بباقي الأنواع الأخرى، إلا أن حنين ترى في تنفيذه متعة حقيقية، وتضيف، أنها لا تعمل به كمشروع تجاري بقدر ما تريد أن يصبح هواية ترافقها

البداية عبارة عن تحدي

تحكي حنين عن تجربتها الأولى التي بدأت بصورة لفن الفيلوغرافيا وجدتها على تطبيق pinterest الخاص بنشر الصور والفيديوهات. أثناء بحثها عما يخدم دراستها، وبحماس الطالبة الشغوفة بالفن قررت تجربة تنفيذ تلك الصورة.

وبعد انتهائها من وضع المسامير قوبلت بإعجاب شديد من الأهل والأصدقاء وتلقت عبارات مثل “كيف عملتيها، كتيير حلوة، بتعرفي تعملي هيك؟، بتحداكي”. وغيرها من الكلمات التي كانت بمثابة دافع للاستمرار بالفن الذي أحبته وسعت لإحداث أثر جميل فيه.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

ورغم صعوبة هذا النوع من الفنون قياساً بباقي الأنواع الأخرى، إلا أن حنين الشاخ ترى في تنفيذ الفيلوغرافيا متعة حقيقية، وتضيف، أنها لا تعمل به كمشروع تجاري بقدر ما تريد أن يصبح هواية ترافقها.

على الرغم من أنه ليس مشروعاً تجارياً بالدرجة الأولى، إلا أن “حنين” لم تجد مانعاً من الحصول على دخل إضافي عبره. فأنشأت صفحة على فيسبوك، وبدأت تسوّق لوحاتها عبرها. سرعان ما بدأت بتلقي الطلبات والإشادات ما شكّل دافعاً إضافياً للاستمرار.

الشابة التي تقول إنها تتأثر كثيراً بالكلمات، شاركت بالعديد من المعارض المحلية. وتمتلك برصيدها اليوم نحو 300 لوحة.

في عزّ حاجتها الكبيرة لأي نقد إيجابي يعزز من مهاراتها. فكرت حنين بنقد نفسها بنفسها وتعاملت مع الواقع بتلك الطريقة

إزعاج الجيران أحد التحديات

تنوعت التحديات التي واجهت الشابة، فكانت البداية مع قلقها من إزعاج الجيران عبر الضجة التي ستحدثها عملية الطرق على المسامير. لتنجح بتجاوزها عبر اختيار وقت صاخب بحيث لا تكون السبب المباشر للضجة.

اختيار ذلك الوقت لم يكن سهلاً جداً، بظل ضيقه والحاجة لإدارته بشكل فاعل وتوزيعه بين الدراسة والعمل والموهبة. إلا أنها نجحت في النهاية بموائمة الظروف وأقلمت نفسها معها.

التحدي الأكبر، كان قلة وجود المحترفين بهذا الفن، فلا يوجد مرجع واضح لتسأله وتستفيد منه لتتطور. هذا ما جعلها تعتمد على نفسها، وفي عزّ حاجتها الكبيرة لأي نقد إيجابي يعزز من مهاراتها. فكّرت بنقد نفسها بنفسها وتعاملت مع الواقع بتلك الطريقة، كما تقول.

لم تتوقع حنين أن تصل إلى هنا ولا تود أن ترسم حالياً خطوط محددة في هذا المجال. بل تود أن يرسم عملها تلك الخطوط على أمل أن تصل إلى حد من الشهرة والتأثير في هذا الفن. إضافة لأولوية نجاحها في مجالها الدراسي.

زمالة سناك سوري 2024.

إشراف داليا عبد الكريم

زر الذهاب إلى الأعلى