رحلة القنيص.. ربما تعود مع طائر يغيّر حياتك
ماهر الشعيطي باع طائرين بـ115 مليون ليرة وخرج يبحث عن صيد جديد
سناك سوري-فاروق المضحي
لم تعد الرحلة التي كان يخرج بها أبناء الجزيرة السورية سابقاً للترفيه والتسلية فقط، بل أصبحت بحثا عن ما يغير مجرى حياتهم، وفرصة لصيد ثمين يباع بأغلى الأسعار، لذا اتجه الكثير من أبناء ريف “دير الزور” الشرقي، إلى البحث عن الطائر الحر عبر رحلة تسمى “القنيص”.
تبدأ رحلة “القنيص” من شهر أيلول وتمتد حتى نهاية شهر تشرين الثاني في كل عام، وهو موسم عبور الطيور الحرة فوق “سوريا”، إلى وجهتها، كما يقول الحاج “جاسم المرضوخ”، من أبناء بلدة “السويعية” في “البوكمال”، ويضيف لـ”سناك سوري”، أنه اعتاد الخروج مع أصدقائه في تلك الرحلة كل عام بمرافقة من يرغب من أبنائه، للبحث عن الطيور الحرة، ولأجل هذا الغرض يختارون الأماكن المفتوحة، كما في بادية الجزيرة السورية، أو جبل “البشري” بريف “دير الزور”، ومن الممكن أن تمتد الرحلة لأكثر من 10 أيام متتالية.
طائر الحمام هو الفخ الأكثر جذبا
وعن طريق اصطياد الطائر الحر من قبل الصيادين يقول “المرضوخ”، إنه بعد الخروج إلى البادية يتم تقسيم الفريق إلى مجموعات للتناوب على الصيد طوال اليوم، ويقوم الصياد بتجهيز مجموعة من طيور الحمام ووضع شباك على ظهرها ثم إرسال واحدة منها للطيران ومراقبتها، بانتظار أن يشاهدها الطائر الحر على أنها فريسة دون أن يدري أنه نفسه ربما يكون الفريسة.
اقرأ أيضاً: الطيور المهاجرة شعرت بالأمان في السويداء فبقيت للتفقيس
حين ينقض الطائر الحر على الفريسة، سيعلق بالشبكة ولن يكون قادراً على الطيران، وهنا يأتي دور الصياد، وفق “المرضوخ”، حيث يلاحق صيده عبر متابعته واللحاق به، عند سقوطه على الأرض والإمساك به مع محاولة أن يكون بخير، كما يتم استخدام الأرانب من خلال وضع أحدها في فخ ليقوم الطائر بالانقضاض عليه.
مخاطر متنوعة وأبرزها الضباع
وعن المخاطر التي تواجه الصيادين في رحلة “القنيص”، يقول الصياد “ماهر الشعيطي” من أبناء بلدة “البحرة” بريف “دير الزور” أن البقاء لأيام طويلة في البادية، يعرضك للخطر من قبل الأفاعي والذئاب والضباع وغيرها، ويضيف لـ”سناك سوري”: «نعمل على حماية أنفسنا عبر التناوب وعدم النوم خلال رحلة القنيص».
في رحلة محفوفة بالخطر، كذلك بالحظ الكبير أيضاً مؤخراً، نجح “الشعيطي” باصطياد طائرين من نوع “الصقر” خلال رحلة الأيام الفائتة، يضيف: «قمت ببيعهما بمبلغ ٥٠ مليون الأول، والثاني ب ٦٥ مليون وأنا اليوم متواجد في البادية أبحث عن صيد جديد».
أسعار خيالية تجازوت المئة مليون ومواصفات خاصة
بعد أن انحسر صيد الطائر الحر في مناطق الجزيرة السورية خلال سنوات الحرب، نتيجة فقدان الأمن والأمان في تلك المناطق بدأت العودة خلال العامين بشكل كبير، وشجع على عودة القنيص والإقبال عليه السعر المرتفع للطائر الحر، والذي قد يتجاوز الـ100 مليون بحسب نوعه.
يقول “الشعيطي”، إن عملية بيع الطائر الحر تتم عبر عرضه في مزاد علني، أو الترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صورة للطائر، «لوجود أشخاص في دول الخليج يرغبون باقتنائه، ويختلف سعر الطائر حسب مواصفاته وعمره حتى وصل سعره إلى 105 مليون ليرة سورية قبل أيام قليلة، وتنتشر مزادات الطائر الحر في ريف دير الزور والحسكة والرقة وريف حماة».
ليس كل صيد هو الطائر الحر
يبحث الصيادون في منطقة البادية عن الطائر الحر لبيعه بسعر مغري، وعلى الرغم من وجود أنواع كثيرة الا أنه غير مرغوب به لعدم وجود تسويق له كما يقول “الشعيطي”، فخلال رحلة الصيد تقع الكثير من الطيور الجارحة في الفخ ولكن لا تكون هي المطلوبة ومن تلك الطيور الشاهين والنسر والعقاب وغيرها ليبقى الهدف هو طائر الصقر أو ما يعرف بالطائر الحر.
وأنتم ما رأيكم بهذا الصيد وهل تعتقدون أن الأسباب الاقتصادية تبرره أم أن الطبيعة أولوية ويجب الحفاظ عليها؟
اقرأ أيضاً: صيد الضوء فرصة ذوي الدخل المهدود لتناول وجبة سمك