الرئيسيةشباب ومجتمع

سهام نعيم تغيّرت حياتها بعد لقاء الأسد وغادرت الحياة دون تأفف

سهام نعيم.. فقدت مرونة الحركة وعوضتها بقوة الشخصية والإرادة

سناك سوري – رهان حبيب

توفيت يوم الأحد في محافظة “السويداء”، “سهام نعيم” عن عمر 60 عاماً بعد رحلة طويلة من العمل والألم والأمل الذي زرعته في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تنتمي إليهم بالمحافظة.

“نعيم” التي كانت تعاني من وجود كتلة في ظهرها وشلل بأطرافها، وألم يحرمها بهجة الحياة، غيّر لقائها مع الرئيس الراحل “حافظ الأسد” عام 1971 مجرى حياتها بالكامل، كما يقول شقيقها “زياد نعيم”، ويضيف لـ”سناك سوري” أن الرئيس الراحل، تكفل بعلاجها في مشفى المزة ٦٠١ وتأمين متطلبات العلاج على نفقته الخاصة.

المرحومة سهام نعيم
سهام نعيم

وتابع: «بدأت شقيقتي سلسلة عمليات خطرة وصعبة رافقتها سنوات العمر»، موضحاً أنه تم اسئتصال الكتلة من ظهرها  بعمر الرابعة عشرة وتم تصنيع جهاز خاص لها لتتمكن من المشي، «ولا أنسى كم تألمت لتحصل على عدة خطوات لترى الحياة، وتعيش بعض تفاصيلها الإعتيادية».

على الرغم من أنها لم تمتلك مرونة الحركة كباقي صديقاتها، إلا أن “سهام” كانت قوية الشخصية، وفق شقيقها مضيفاً أنها «قاتلت لتستمر بكل ما لديها من إمكانيات، لم تتمكن من الحصول على مؤهل علمي، لكنها عملت بكل مايمكن ليديها أن تحيكه وتخيطه ليصبح أجمل، فقد تعلمت الحياكة والخياطة ولم تعتمد على أحد بل كانت تكفي نفسها من عملها بذكاء وصبر».

حظيت “سهام” لاحقاً بوظيفة في معمل الأحذية في “السويداء” وعملت خلف الآلات حوالي عشرين عاماً، ولم تنقطع عن العمل الإنساني والخيري مع جمعية “الوفاء للمعوقين” وهي من المؤسسين، وبقيت لسنوات تجول على ذوي الاحتياجات الخاصة بالقرى وتقدم ما تستطيع لهم، حسب أخيها الذي أضاف: «كان العمل شريان الحياة الذي يمدها بالنشاط فإلى جانب الوظيفة كانت على تواصل دائم مع جمعية “أسرة الإخاء السورية”، تعلمت منهم وتعاونوا معها بتأمين مشاركات بالمعارض والبازارات لتعرض عملها وتبيعه، بالتوازي مع ذلك تجاوز عدد العمليات الجراحية التي أجرتها 60 عملاً جراحيا كونها عانت من أمراض مختلفة تطلبت المتابعة الدائمة».

في لقاء مع السيدة أسماء الأسد

اقرأ أيضاً: “إخلاص غريزي” تحدي الحاجة بالعمل

الشقيق لم يتذكر يوماً من “سهام” أنها تأففت أو شعرت باليأس من الحياة، عندما تقاعدت خلقت لنفسها فرصة عمل مع مطابخ في المدينة لتباشر عملها في الطبخ، وتشغل معها عدداً كبيراً من السيدات اللواتي يعترفن لها بذلك.

وفق “وليد نعيم” من ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً و عمل معها في الجمعية وفي أنشطة متعددة فإنها تعلمت قيادة السيارة واشترت سيارة لتتمكن من الحركة وكانت تتنقل مع النساء لتكفي نفسها، ومن عمل معها، ويتذكرها بالقول: « لطيفة الحضور فرحة سخرت حياتها للعمل وخدمة من حولها خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان أملها أن تجنبهم المعاناة والألم وما عانته».

أمضت “سهام” سنواتها العشر الأخيرة تشرف على ورشة للطبخ، وحققت شهرة جيدة بالتعاون مع مطبخ “أجود فلحوط” الذي لم يشعر يوماً بأنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنها كانت مثالاً للنشاط والجد والعمل كما أخبرنا.

الأحد غادرت “سهام” مواليد 1960 الحياة جراء التهاب الكلى بعد مسيرة ذاخرة بالعمل والألم، وسافرت روحها برضى ومحبة لأنها قدمت كل ما يمكن قبل أن يحين الوداع.

اقرأ أيضاً: “إيمان طربيه”.. تعتلي المسرح بصوتها وتحلم بتأسيس فرقة لذوي الاحتياجات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى