“فايز قزق” : المسرح ثورة على الكسل والتلفزيون أداة إعلام هدفها بناء أكبر عدد من الزبائن وليس الجمهور
سناك سوري – عمرو مجدح
عمل فايز قزق كمعيد في المعهد العالي للفنون المسرحية في “دمشق” عام 1981 وبات أستاذاً محترفاً في العام 1988 وتحت إشرافه تخرّجت أكثر من 11 دفعة من طلاب التمثيل عربياً ومحلياً، حلمه الأول كان أن يصبح طياراً وضابطاً في الجيش ثم لاعباً لكرة القدم كما اهتم بالعلوم الطبيعية وهو ما دفعة للدراسة بالمعهد الزراعي إلا أن للقدر خطة آخرى فقاده للمعهد العالي للفنون المسرحية 1976 ليصبح خريج الدفعة الأولى.
على مدى مايقارب 25 عاماً اهتم “قزق” الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده الواحد والستون، بالمسرح قبل أن يسرقه التلفزيون وقدم أكثر من 50 عملاً مسرحياً منها “النفق”، “وعكة عابرة” ، “حمام بغدادي” وهي من الأعمال التي تنبأ فيها بقدوم الأزمة الثقافية حسب حديثه خلال حوار أجراه مع “دام برس” 2015 حيث قال:« أنا من الناس التي أحست بقدوم الأزمة وأنها لن تكون عابرة بل أزمة ثقافة عميقة جداً».
المسرح ثورة على الكسل هكذا يرى “قزق” ويضيف في حوار تلفزيوني مع “زاهي وهبي” في برنامج “بيت القصيد” أما التلفزيون فهو أداة إعلام هدفها بناء أكبر عدد من الزبائن وليس الجمهور ، فالجمهور يتجمهر في المسرح وفي السينما.
قدم “قزق” مجموعة من الأفلام السينمائية أبرزها “مايطلبه المستمعون” ، “رسائل شفهية” و”خارج التغطية” للمخرج “عبد اللطيف عبد الحميد” والتي يصنفها النقاد كعلامات مضيئة في تاريخ السينما السورية بينما يصفها “قزق” بالتجارب الطافحة بالمشاعر الإنسانية.
اقرأ أيضاً:ذكرى ميلاد ياسر العظمة صاحب مرايا وعرّاب النجوم
في حوار مع جريدة “العرب” اللندنية 2019 يحكي “قزق” عن تجاربه التلفزيونية مع المخرج التونسي الراحل “شوقي الماجري” قائلا ” : «علاقتي بالمرحوم “شوقي الماجري” قديمة، حيث سبق وأن عملت معه في أربعة أعمال درامية، وهي “شهرزاد” و”عمر الخيام” و”أبناء الرشيد” و “دقيقة صمت”، في الحقيقة كانت في معظمها أعمالاً لطيفة رغم التعب والصعوبات التي رافقتها، وهي أعمال أعتز بها ليس فقط على مستوى الشخصيات التي قدمتها، بل أيضاً على مستوى العلاقة مع المخرج الذي يعتبر رجلاً أكاديمياً بامتياز درس السينما وكان همه تقديم صورة سينمائية في الأعمال التلفزيونية، فيهتم بالكوادر والصيغ اللونية وزوايا التصوير، رغم بوحه الدائم باستحالة استخدام اللغة السينمائية في الدراما التلفزيونية، ومعه حق في ذلك، فالسينما تحتاج إلى جمهور، بينما التلفزيون يفتّت الجمهور ويجبره على الجلوس في المنزل، وأهم ما كان يميزه كمخرج اهتمامه برأي الممثل، وخاصة حين يسأله كيف تحب أن تتحرك أمام الكاميرا، هي علاقة أكاديمية صرفة».
ولد الفنان فايز قزق في مدينة اللاذقية عام 1959، تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية كما حصل على شهادة الدراسات العليا في إعداد وتدريب الممثل من كلية “روز بروفيلد” وماجستير في الإخراج من جامعة “ليدز” في “بريطانيا”، كما قام بالتدرّيس لعدة سنوات في دولة “الكويت” قبل أن يعود إلى “دمشق” بشكل نهائي مكملاً مشواره الفني.
اقرأ أيضاً:ذكرى ميلاد حاتم علي.. مخرج التغريبة الفلسطينية والفصول الأربعة