الرئيسيةحرية التعتيرشباب ومجتمع

حياة حملت 9 مرات لتنجب ذكراً.. و سهى ماتت بسبب الحمل

القانون يعاقب على الإجهاض والدين يجيزه مشترطاً تقريراً طبياً

سناك سوري – لينا ديوب

على الرغم من معرفتها بأن حياتها مهددة بالخطر وتحذير طبيبها الخاص لها من استمرار الحمل، إلا أن “سهى” لم تقدم على الإجهاض لخوفها من أهلها وزوجها، وكان أن ماتت بعد أن وضعت مولودها، فيما أجبرت “حياة” على الإنجاب تسع مرات متتالية لتنجب ذكراً.

تقول “حياة” في حديثها مع سناك سوري: «بعد أن أنجبت طفلتي الخامسة اكتشفت أني حامل، ولم تكن طفلتي قد تجاوزت الأشهر التسعة، لم يقبل زوجي حينها فكرة الإجهاض على أمل أن يكون الجنين ذكرا، وبحجة تقدمي بالعمر 39 عاماً في ذلك الوقت أجبرت على إبقاء الحمل، رغم تعبي الشديد لأن بناتي كالتوائم».

وتضيف أنه بعد البنت السادسة لم يقبل الأب استخدام أي مانع حمل، فقررت دون علمه عندما حدث الحمل أن تلجأ إلى عيادة تنظيم الأسرة لتجهض الجنين لكنهم لم يقبلوا دون موافقة الزوج، واستمرت حياة بالإنجاب حتى الطفلة التاسعة على أمل مولود ذكر، حتى تزوج زوجها زوجة ثانية ولم تنجب هي الأخرى إلا الإناث.

ماتزال الأمهات لا يملكن قرار التحكم بحياتهن الإنجابية، سواء في عمر مبكر أو متقدم، رغم انتشار عيادات تنظيم الأسرة، والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة وتقديم المشورة والتثقيف الصحي المتعلق بالتباعد بين الحمولات، إلا أن القرار النهائي يعود للزوج.

المنطقة الجغرافية

يلاحظ أن الحد الأدنى لعدد الأولاد في مجتمعنا ثلاث أولاد، وهو شائع لدى عدد كبير من الأسر السورية، لكن هناك استثناءات عندما يتعلق الأمر بجنس المولود حسب رأي الدكتور “معن محمد”، أخصائي التوليد وأمراض النساء، مضيفا في حديثه مع سناك سوري: «هناك رغبة عارمة بالمولود الذكر وعندما تتعدد الولادات يكون المولود الأول والثاني والثالث إناث، وهنا الأم قد لا يكون لديها الرغبة أو القدرة على الإنجاب، لكنها تستسلم للضغوط من الأهل والزوج وأهل الزوج بانتظار الذكر، فتكون مرغمة حتى لو كان خطراً عليها بسبب أمراض تعاني منها كالقلب والرئة والكلى، أو عملية القيصرية المتكررة والتي أصبحت شائعة، ونراها في عيادتنا تتجاوز الخمس قيصريات وهذه تحمل معها مخاطر عالية، وتفقد الكثير من الأمهات حياتهن بسبب المغامرة بحمل جديد غير مرغوب، لكن هناك مناطق ترغب بكثرة الإنجاب حتى لو كان عندهم أبناء ذكور غير آبهين بآثاره الصحية والاقتصادية» .

اقرأ أيضاً: إنجاب الأطفال بالمخيمات.. جيهان: لسنا حيوانات تبتغي الغذاء والإنجاب

مواد تمييزية بقانون العقوبات

يدعم الأزواج في التحكم بالإنجاب وجود مواد تمييزية بقانون العقوبات، يمكن أن تسجن الطبيب في حال اشتكى الزوج، وهذا ما حصل مع أحد أطباء مدينة “السقيلبية” التابعة لمدينة “حماة”، حيث اشتكى الزوج بعد أن تمت عملية الإجهاض بالاتفاق مع زوجته، لكن وحسب محامي الطبيب الذي فضل عدم ذكر الأسماء، حدث خلاف لاحقاً مع الزوجة فاشتكى على الطبيب وتم سجنه.

العادات والقانون

القانون السوري لم يوفر الحماية بشكل كاف للمرأة من حيث الصحة الإنجابية حسب المحامية “اعتدال محسن”، التي قالت لسناك سوري: «غلبت العادات والتقاليد على القانون ولا يوجد فيه ما يحد من الولادات المتعاقبة، حتى ولو كانت تؤثر على صحة الأم وحياتها أيضاً، ولا يستطيع الطبيب بأمر القانون أن يمنع ذلك حتى لو أدى إلى الهلاك، وإذا صدف وأن تم الحمل وكانت المرأة بصحة جيدة فليس هناك ما يبيح الإجهاض، إذا أرادت المرأة أن تتخلص من الجنين وهذا ما أكده قانون العقوبات في المادتين اللتين تجرمان الإجهاض».

تضيف: «في ظل العادات والتقاليد والتحريم الديني وغياب القانون لا تجد للمرأة سلطة على جسدها، من حيث القدرة والرغبة في الإنجاب بل تقيّم المرأة حسب قدرتها على الإنجاب وتنبذ العاقر والعقيم، لذلك من المفروض أن يكون للقانون يد في الحفاظ على المرأة من حيث الصحة وذلك تأكيداً لمواد الدستور التي تعد الأسرة أهم خلية في المجتمع، ويجب الحفاظ عليها فكيف يكون الحال أذا تدهورت صحة الأم أهم أركان الخلية» .

حياة الأم في خطر

لابد أن يكون الإجهاض قبل نفخ الروح بشكل عام للضرورة، ويجوز بعد نفخ الروح إذا كانت حياة المرأة في خطر والذي يقرر ذلك الطب، ويتم ذلك وفق القانون حسب ما أكده الشيخ “محمد الحنفي” رئيس دائرة التعليم الشرعي بدمشق لسناك سوري مضيفاً: «لا يجوز الإجهاض بأي حال من الأحوال بعد نفخ الروح للجنين إلا بمبرر مشروع وهو تقرير طبي يثبت خطورة الحمل على حياة المرأة».

اقرأ أيضاً: الصحة الإنجابية والنوع الاجتماعي… هل المرأة صاحبة قرار على جسدها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى