الرئيسيةرأي وتحليل

بقاء “الدباس” و”جمعة” في مناصبهم دليل إفلاسنا

هذا الخروج وهن لعزيمة الأمة ونيل من سمعة الدولة

سناك سوري – بلال سليطين

استيقظت اليوم وعزيمتي موهونة بعد خروج منتخبنا من النهائيات الآسيوية التي كنا نعول عليها في رسم الفرحة على وجوه السوريين واستعادة ثقتنا بقدراتنا على النجاح كسوريين في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها بلادنا ومآسيها.

شعور الوهن ترافق مع الحزن بعدما نالت مشاركتنا في النهائيات من سمعة “سوريا” نتيجة تذيل منتخبها الوطني للترتيب في مجموعته، بينما يمتلك لاعبين قادرين على تزعم المجموعة أو على الأقل وصافتها.

شعرت أن جريمتين معاً ارتكبتا بحقي وبحق من يبادلونني نفس الشعور، الأولى وهن العزيمة والثانية النيل من سمعة وطني، لكنني احترت لمن أشتكي في وقت أعرف فيه بما لا لبس فيه من هو مرتكب الجريمة على اعتبار أن لكل جريمة مسؤول عنها.

إنهما الثنائي رئيس الاتحاد الرياضي العام “موفق جمعة” ومعه رئيس الاتحاد الرياضي لكرة القدم “فادي دباس” ومن خلفهما العقلية الخشبية التي تدير مختلف المسائل في سوريا رافضة إجراء أي تحديث عليها، ولو تمثل هذا التحديث بإلغاء الخشبية واستبدالها بالإصلاحية.

 

قد يقول قائل إنهما قاما بأعمال جيدة وهو رأي الكابتن “عمر السومة” لكن في النهاية هما فعلا كل شيء وفشلا، وهل هناك أسوأ من الفشل بهذا الشكل، ومن فشل ألا يجدر به أن ينسحب ويترك الفرصة لغيره! وأن يُساءل عن فشله الذي قضى على أحلام السوريين وسيّل دموعهم وزاد من إحباطهم.

ربما هذه المرة من المرات النادرة التي يمكن فيها قياس وهن عزيمة الأمة ولحظ النيل من سمعة الدولة بوضوح لا لبس فيه، وليس كما جرت العادة تهم يوجهها المسؤولون لمواطن بعينه تحتاج أن يُبحث عنها بالمجهر حتى تُثبت ومع ذلك يحاسب المواطن عليها، بينما يُترك من جرائمه واضحة أكثر من الرؤية على شاشة عملاقة.

تجربة المنتخب مع الأسف الشديد ترسخ مفهوم الفشل في هذه البلاد على أنه أمر طبيعي، الفشل في الإدارة واستثمار الموارد وووو… إلخ، فمجوعة اللاعبين الذين تمتلكهم سوريا بعلم الإدارة يعتبرون موارد ممتازة لا يحتاجون لأكثر من إدارة ناجحة تقودهم لتحقيق هدف منشود وواضح ومحدد ومناسب لقدراتهم.

الفشل الذي يلاحقنا في مختلف مفاصل البلد، فشل التعامل مع مشكلات الكهرباء والغاز والمازوت والمحروقات وحليب الأطفال … إلخ، الفشل في تحقيق إنجاز واحد ملموس على صعيد الإصلاح الإداري، الفشل في تطبيق الشفافية رغم أنها أكثر كلمة استخدمها المسؤولون السوريين في أحاديثهم وبالتالي الفشل في التقليل من الفساد، ووووو إلخ من فشل يلاحق فشل.

كل هذا الفشل لم يستطع إقناع المسؤولين في هذه البلاد بضرورة تغيير العقول التي يتعاملون فيها مع الملفات، لم يستطع إقناعهم بأن مايفعلونه ليس صواباً، وبأن امتلاك سوريا لمجموعة اللاعبين الأفضل في تاريخها على الإطلاق وسوء استثمار هذه الأمر هو فشل وهو ينسحب على مختلف الملفات التي تمتلك فيها سوريا مبدعين لكن تسلط عليهم من يدمر إبداعهم بالإدارة والتخطيط وووو… إلخ.

للأسف الشديد إن عجزنا أمام دفع الثنائي على الاستقالة والمسؤولين على تغيير العقلية هو دليل إفلاسنا… هذا الإفلاس الذي سيساهم في مضي البلاد إلى مزيد من قتل الأحلام والطموحات وسرقة الفرحة والخراب، لقد كان بإمكان الرياضة أن تعزز الأمل الذي يسرقه منا الفشل في غير ملفات لكن الحلم ممنوع والأمل ممنوع وحده الفشل مسموح ويكافأ عليه الفاشلون، وأفضل مثال على سوء الإدارة إن صح التعبير أن موفق جمعة وهو الذي تجاوز السبعين من العمر “رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس الشعب”.

رغم كل هذا الفشل الذي يتحول إلى عتمة مظلمة يبقى بصيص الأمل قائماً وربما سلاحاً يساعد السوريين على الاستمرار، فهم رغم كل هذا الاحباط مازالوا يطالبون بأمل أن يقال هؤلاء المسؤولون……….. لاتطفئوا النور الذي يتسلح به السوريون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى