الرئيسيةسناك ساخر

بعيد الصحافة السورية: دعونا نتمنى لها الشفاء العاجل

بعيد الصحافة السورية سنتمنى لها ألا تخشى إمساك القلم وإن أمسكته فسندعوا ألا يخدشها

لا يمكن معايدة الصحافة السورية في عيدها اليوم دون تمني الشفاء لها. وعلى الرغم من أنها مريضة بطفح جلدي يترك مكانه ندوباً تجعلها بمنظر مخيف. فإن هذا ليس المرض الوحيد الذي تعانيه إذ هناك نوعٌ معقدٌ من الأمراض يعجبه أن يرى كل شيء أبيض أو كل شيء أسود.

سناك سوري-صحفية متذمرة

ذاك المظهر المخيف سيرعب الرائي لدرجة إن سألت أحدهم عن رأيه بالجامعة أو الامتحانات يتلعثم ويوبخك ضمنياً أنك ستتسبب في “بهدلته” حسب زعمه. وليس هذا فقط فحتى سائق السرفيس سيهرب منك إن سألت سؤالا ينم عن انتقاد ما بعد أن تعثرت لغوياً وأخبرته أنك صحفية. فالأفضل أن تبقي صامتة تستمعين لتذمراته.

ولا تستغرب إن كنت تصور في مكان عام وطلب منك بطاقتك الصحفية التي لا تملكها. بينما يستطيع أي ناشط فيسبوك أن يصور ما يريده. وهنا لا أتحدث عن تصوير مظاهر فساد أو داخل المؤسسات الحكومية رغم حقي بذلك. إنما أتحدث عن تصوير زحام بانتظار الباص مثلاً.

حين يطلبون منك البطاقة الصحفية. ربما تفعل مثلي، وتضطر لحشد حججك التي تنتزع بها استحقاقك أن تكون صحفيا مستقلا قد لا يملك بطاقة لكن من حقه العمل.

لن تكون حياتك بالسهلة إن كنت صحفية أو صحفياً سورياً يسعى لإيجاد شواهد تتحدث عن ظاهرة ما فهنا سيتفجر قناعك اللطيف بنظرهم. فيرون بك بعبعا سيفتح الأعين عليهم. ستراسل الكثير علك تجد من يخبرك عن وضع الماء في حيه مثلا ولكن غالبا دون جدوى.

وستتصل أكثر على أمل أن تجد من يخبرك مثلاً عن مشكلته في الجامعة، أو المؤسسة أو الشارع، ستشعر لوهلة أنك مشبوه بالنسبة للجميع فحشريتك قد تجعلك تأخذ أياً من أحاديثهم لتجعله مادة فتلاحقك وصمة الصحفي الحشري. الذي يعبث بالغبار على الرغم من أن نفض الغبار هو مهمته.

ليس الآخرون من يخافون فقط، الصحفيين أنفسهم سيشعرون بالخوف ويحسبون خطواتهم جيداً. طالما أن هناك مسؤول يستطيع أن يقف لهم بالمرصاد ويلوح بعصا الجريمة الإلكترونية.

في عيد الصحافة السورية سنتمنى لها ألا تخشى إمساك القلم وإن أمسكته فسندعوا ألا يخدشها، سنتمنى أن ترى كاميرتها كما نحلم وألا تمل من نفض الغبار فهو أول خطوة في تثبيط تفاقمه.

زر الذهاب إلى الأعلى