يصادف اليوم الخميس 6 نيسان، اليوم العالمي للصحة، والذي يتصادف هذا العام مع مؤشرات تشير بوضوح إلى سوء الأحوال الصحية. للعديد من السوريين، جراء ارتفاع أسعار الغذاء وانخفاض الدخل من جهة، كذلك ارتفاع ثمن الأدوية من جهة ثانية.
سناك سوري-خاص
وشهد شهر آذار الفائت حادثة مؤلمة، بعد وفاة الطالبة المتفوقة “زينب حيدر” من “طرطوس”. والتي سرت أنباء أنها كانت تعاني من سوء تغذية شديد أدى بها إلى انخفاض السكر والعجز عن تدارك تدهور حالتها.
مثل “زينب” ربما هناك الكثير من الأطفال الآخرين الذين يعانون سوء التغذية نتيجة ارتفاع الأسعار المستمر. وعدم قدرة غالبية السوريين على تناول العناصر الغذائية الهامة مثل اللحوم والبيض والأسماك. والتي تكلّف وجبة واحدة منها ما يوازي قيمة راتب شهري لموظف حكومي والبالغ نحو 100 ألف ليرة بالمتوسط.
خلال العام الفائت، قال الدكتور الاختصاصي بقسم الأطفال في مشفى “السويداء” الحكومي. “علاء أبو ترابي”، إن حالات سوء التغذية بين الأطفال المراجعين للقسم ازدادت مؤخراً. وأضاف أن حالات كثيرة من مراجعي القسم كانت لأطفال أصيبوا بسوء التغذية الثانوي. جراء أخطاء تغذوية ناتجة عن استخدام الحليب البقري للأطفال الرّضع عوضاً عن الحليب المخصص لهم. بسبب عدم قدرة الأهل المادية على تأمين حليب الرّضع المرتفع الثمن والنادر وجوده.
اقرأ أيضاً: زينب عيسى حيدر … طفلة متفوقة تفارق الحياة بسبب سوء التغذية
بينما كشفت منسقة برنامج التغذية في “السويداء”، الدكتورة “حنان جمول”، عن وجود نقلة نوعية بسوء التغذية المكتشفة مؤخراً. تركزت «بوجود حالات فقر دم لدى الأطفال بنسبة 20 بالمئة. بحسب المسح التغذوي إضافة إلى سوء تغذية بنسبة 22 بالمئة للأمهات الحوامل والمرضعات والذي ينعكس سلباً على بنية الحمل. ما ينذر بأننا مقبلون على واقع ظهور أجيال ذات بنية ضعيفة وقامات مقزمة في ظل الوضع المعيشي السيء».
حالات سوء التغذية بدأ اكتشافها قبل نحو الخمس سنوات، تحديدا عام 2018. حين تم اكتشاف 3 إصابات بسوء التغذية الشديد خلال حملة لقاح ضد شلل الأطفال. في ريف إدلب الشرقي.
وقال حينها الدكتور “محمد طه المصطفى” المرافق لحملة التلقيح. لـ”سناك سوري”، إن الوضع الصحي للأطفال جيد ولكنه بحاجة للمتابعة. حيث أن معظم الأطفال لديها نقص غذائي وفيتامينات.
وكان من المفترض أن يُصدر المكتب المركزي للإحصاء مسح الأمن الغذائي الإلكتروني خلال الأشهر الأولى من العام الجاري. وفق ما ذكر مديره “عدنان ميدان” نهاية العام الفائت. ورغم مرور 4 أشهر تقريباً على بداية العام فإن المسح الذي يتضمن شقين الأول قياس الأمن الغذائي. والثاني متعلق بسوء التغذية عند الأطفال دون الخامسة من العمر بناءً على مقاييس معينة مثل الطول والوزن وغيرها.
لا يبدو أن صحة السوريين بخير أبداً، هذا ما يظهره الواقع، وللأسف فإن تدهور الصحة سيبقى مشكلة قائمة مع استمرار ارتفاع الأدوية والغذاء. علماً أنه بحسب تصريحات رسمية فإن مبيعات الأدوية تراجعت نحو 40 بالمئة بسبب ارتفاع سعرها.
اقرأ أيضاً: تراجع مبيعات الأدوية بنسبة 40%.. أي خطر ينتظر المرضى الفقراء؟